الإمام فخر الدين الرازي.
قال الثعلبي: وعلى هذا القول: فهو استثناء من غير جنسه، فإن قيل: لو صح هذا القول لقال تعالى: (( إلا من شاء ربك ) )؛ لأن (( من ) )لعاقل، بخلاف (( ما ) )فإنها لغيره، والآية بـ (( ما ) )، لا بـ (( من ) ).
قلنا: قد صرح أهل التحقيق أن (( ما ) )أيضاً تكون للعالم كما في قوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: 5] ، و {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3] ، فتأمل.
*وأجابوا عن قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ: 23] بوجوه:
أحدها: أنها منسوخة بقوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] .