فثبت بما قررناه من الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة: أن كلاً من أهل الدارين خالد أبداً فيما هو فيه من نعيم أو عذاب، وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة، واتفاقهم على أن عذاب الكفار لا ينقطع، كما أنّ نعيم أهل الجنة لا ينقطع، يدل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ذكر بعضهم أن الذي يتولى ذبح الموت جبريل عليه السلام، وقيل: يحيى بن زكر يا عليهم السلام.
ذهب جمع كثير إلى أن الموت معنىً عرض، والأعراض لا تنقلب أجساماً؛ بل قال بعضهم: إن الموت عدم محض، وبه قال الزمخشري، وأجابوا عن قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [الملك: 2] بأن معنى الخلق في هذه الآية: التقدير.
فإن قلت: فعلي هذا كيف يأتي الموت في صورة كبش فيذبح؟ قلنا: نقل الحكيم الترمذي أن مذهب السلف في هذا الحديث الوقوف عن الخوض في معناه، فنؤمن به ونكل علمه إلى الله تعالى.
وأجاب بعض العلماء فقال: لعل هذا الكبش صورة ملك من الملائكة