الصفحة 11 من 19

أدلتهم العقلية من وجوه والرد عليها

وأما ما احتجوا به لهم بالمعقول:

فالوجه الأول:

وهو قولهم: إن مقابلة الجرم المتناهي بعقابِ ما لا نهاية له، ظلم، وهو على الله محال.

فهذا مبني على التحسين والتقبيح العقلي، ونحن معشر أهل السنة لا نقول به؛ لأن الشرع هو الذي يحسن ويقبح.

وأيضاً: فالله سبحانه وتعالى يفعل في خلقه ما يشاء؛ لأنه تعالى: لا حجر عليه فيما يفعله، فأفعاله بالنسبة إليه كلها جميلة، وإنما يكون الشيء قبيحاً بالنسبة إلينا، وأيضا: [فلا نسلّم أن معصية الكافر متناهية، بل غير متناهية، إذ بموته على الكفر لازم له أبداّ، فتأمل] .

وأما الوجه الثاني:

وهو قولهم: لا يحصل بعذاب أهل النار نفع لأهل الجنة؛ لأنهم مشغولون بلذاتهم، فَلِمَ يعود النفع لأهل الجنة، ويحصل لهم الالتذاذ بعذاب الذين يعاندونهم، ويعادونهم في دار الدنيا ويسفكون دماءهم على دين الله تعالى الذي أدخلهم جنات النعيم وأدخل أعداءهم دار الجحيم؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام