البدع الداحضة مع الداحضين، وسميته:
فأقول مستعيناً بالله دي الجلال والإكرام، سائلاً له الوفاة على الإسلام:
اعلم-وفقك الله تعالى-أن مذهب أهل الحق هو الحق في كل مسألة، ومذهبهم: أن الجنة والنار موجودتان الآن، خلافاً للمعتزلة، وإنما هما باقيتان لا تفنيان، ولا أهلهما حلافاً للجهمية: حيث ذهبوا إلى أنهما تفنيان، ويفني أهلهما.
قال السعد التفتا زاني: وهو قول باطل مخالف للكتاب والسنة والإجماع، ليس عليه شبهة، فضلاً عن حجة. انتهى.
وأقول الحق بطريق الإنصاف: أن للقائلين بانقطاع عذاب الكفار شبهة قوية بحسب الظاهر كما ستسمع، فالقائلون بانقطاع عذاب الكفار: هم أبو الهذيل المعتزلي وغره، قالوا: ينقطع عذاب الكفار، وله غاية ونهاية؛ واحتجوا لذلك