الصفحة 6 من 19

أحدها: لابن قتيبة، وابن الأنباري، والفقهاء كالشافعي، وأحمد، وإسحاق، والأوزاعي أن هذا استثناءٌ استثناه الله تعالى، ولا نعقله البتة؛ فعلي هذا: فهو من المتشابه.

وثانيها: أنه ليس باستثناء، وإنما (( إلا ) )بمعنى: (( سوى ) )، كما تقول: لي عليك ألف درهم إلا الألفين التي لي عليك، أي: سوى الألفين. والمعنى: خالدين فيها قدر مدة دوام السموات والأرض في الدنيا، سوى ما شاء ربك من الزيادة عليها، مما لا منتهي له.

وثالثها: أن المراد من هذا الاستثناء زمان وقوفهم في الموقف، قال: ففي النار ما دامت السموات والأرض إلا وقت وقوفهم للمحاسبة؛ فإنهم في ذلك الوقت لا يكونون في النار.

ورابعها: أن هذا الاستثناء راجع لقول الله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106] ؛ لأن ذكر الزفير والشهيق مع الخلود يقتضي دوام ذلك، فاستثناه تعالى من ذلك.

وخامسها: أن المراد بالاستثناء إنما هو انتقالهم من النار إلى البرد والزمهرير وسائر أنواع العذاب، فقد ذكر المفسرون أن الزمهرير هو البرد الشديد المفرط، وأنه يقع به العذاب لأهل النار، كما يقع بالنار، وأنهم يخرجون من النار إلى الزمهرير، فيتبادرون من شدة الزمهرير إلى النار.

وسادسها: أن الاستثناء راجع إلى خروج أهل التوحيد من النار، وهو الظاهر من هذه الأقوال، وهو قول ابن عباس، وقتادة، وجماعة، ومال إليه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام