فائدة:
قال صاحب البيان والتقريب: يجوز الاجتياز بالمسجد، ويحرم من غير حاجة له في المسجد، وقد كان مالك يفعله [1] .
قال: وكذلك الجامع بمصر عندنا يعسر على الإنسان أن يجوز من خلفه فيدخل من باب ويخرج من آخر ويكون ذلك تخفيفا [2] على الناس كما جاء أن يبيت الغريب في مساجد القرى، وكانوا يبيتون في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينامون فيه بالنهار [3] .
قلت: ومن ذلك حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - المشهور [4] والله أعلم.
وذكر مالك عن زيد بن ثابت وسالم بن عبد الله أنهما: (( كانا يجوزان المسجد لحاجتهما ولا يركعان ) ) [5] . قال مالك: (( وبلغني أن زيدا كره أن يمر فيه ولا يركع ) ) [6]
وقال مالك:"أرى ذلك واسعا" [7] .
(1) انظر: المدونة 1/ 97.
(2) في ب: تحقيقا.
(3) روى البخاري في الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد 1/ 159 رقم 440 عن نافع قال: (( أخبرني عبد الله أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ) )، وأخرجه الترمذي في الصلاة، باب ما جاء في النوم في المسجد 12/ 138 رقم 321 عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ الجمع قال: (( كنا ننام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ونحن شباب ) )قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر: الآثار الواردة في نوم الصحابة في المسجد في مصنف عبد الرزاق 1/ 417 - 423، مصنف ابن أبي شيبة 2/ 85، الأوسط 5/ 136، وانظر أيضا: مجموع الفتاوى لابن تيمية 22/ 196، فتح الباري 1/ 637.
(4) أخرجه البخاري في الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد 1/ 159 رقم 441 عن سهل بن سعد قال: (( جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: أين ابن عمّك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يَقِل عندي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقِّه وأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب ) ).
(5) انظر المدونة 1/ 97.
(6) انظر المصدر السابق.
(7) المصدر السابق.