فهرس الكتاب
الصفحة 61 من 284

وفيها الرد على أصحاب الصور، وأصحاب الجهة والكرامية في قولهم إن الرب تعالى محل للحوادث.

فمذهب أهل الحق أن اللّه سبحانه لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شي ء منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فليس الباري سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان ولا قابل للأعراض ولا محل للحوادث «2» .

وصارت الغالبية من الشيعة إلى نوعي تشبيه أحدهما تشبيه الخالق بالخلق فقالت المغيرية والبيانية والهاشمية ومن تابعهم إنه الإله ذو صورة مثل صور الإنسان ونسج على منوالهم جماعة من مشبهة الصفاتية متمسكين بقوله صلى اللّه عليه وسلم: «خلق اللّه آدم على صورة الرحمن وفي رواية على صورته» «3» والنوع الثاني تشبيه المخلوق بالخالق.

فقالت هؤلاء من الغالبية وجماعة أخرى: إن شخصا من الأشخاص إله أو فيه جزء من الإله سبحانه وتعالى عن قولهم متشخص به نسجا على منوال النصارى والحلولية في كل أمة، ومن الكرامية من صار إلى أنه جوهر وجسم.

وأطبقوا على أنه بجهة فوق وأنه محل الحوادث قالوا: إذا خلق اللّه سبحانه

(1) انظر: غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 157) .

(2) انظر: غاية المرام (ص 180) ، الفرق بين الفرق (ص 204، 217) ، وإيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (ص 33) .

(3) حديث صحيح: رواه مسلم (4/ 2017، 2183) ، والبخاري (5/ 2299) ، وابن حبان (13/ 18) (14/ 33) ، وأبو عوانة في مسنده (1/ 160) ، والربيع في مسنده (1/ 314، 318، 319) ، وعبد الرزاق في مصنفه (9/ 444، 445) ، وأحمد في المسند (2/ 244، 251، 315، 323) ، والحميدي في مسنده (2/ 476) ، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 283، 417) ، واللالكائي في أصول الاعتقاد (3/ 422، 423) ، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 229، 230) ، وعبد اللّه بن أحمد في السنة (1/ 268، 277) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام