فهرس الكتاب
الصفحة 103 من 284

صارت المعتزلة إلى أن الباري تعالى حي عالم قادر لذاته لا بعلم، وقدرة وحياة واختلفوا في كونه سميعا بصيرا مريدا متكلما على طرق مختلفة كما سنوردها مسائل أفراد إن شاء اللّه، وأبو الهذيل العلاف «1» انتهج مناهج الفلاسفة فقال الباري تعالى عالم بعلم هو نفسه ولكن لا يقال نفسه علم كما قالت الفلاسفة عاقل وعقل ومعقول «2» .

ثم اختلفت المعتزلة في أن أحكام الذات هل هي أحوال الذات أم وجوه واعتبارات فقال أكثرهم: هي أسماء وأحكام للذات وليست أحوال وصفات كما في الشاهد من صفات الذاتية للجوهر والصفات التابعة للحدوث.

وقال أبو هاشم: هي أحوال ثابتة للذات وأثبت حالة أخرى توجب هذه الأحوال.

وقالت الصفاتية من الأشعرية والسلف: إن الباري تعالى عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة سميع بسمع بصير ببصر مريد بإرادة متكلم بكلام باق ببقاء وهذه الصفات زائدة على ذاته سبحانه وهي صفات موجودة أزلية ومعان قائمة بذاته.

وحقيقة الإلهية هي: أن تكون ذات أزلية موصوفة بتلك الصفات وزاد بعض السلف قديم بقدم كريم بكرم جواد بجود إلى أن عد عبد اللّه بن سعيد الكلابي خمس عشرة صفة على غير فرق بين صفات الذات وصفات الأفعال.

قالت الفلاسفة: واجب الوجود بذاته لن يتصور إلا واحدا من كل وجه فلا صفة ولا حال ولا اعتبار ولا حيث ولا وجه لذات واجب الوجود بحيث يكون أحد الوجهين والاعتبارين غير الآخر أو يدل لفظ على شي ء هو غير الآخر بذاته، ولا يجوز أن يكون نوع واجب الوجود لغير ذاته لأن وجود نوعه له لعينه ولا يشاركه شي ء ما صفة كانت أو موصوفا في وجوب الوجود والأزلية، ولا ينقسم هو ولا يتكثر لا بالكم ولا بالمبادئ المقومة ولا بأجزاء الحقيقة والحد تعم له صفات سلبية

(1) هو أبو الهذيل بن مكحول العلاف مولى عبد القيس، بصري أحد رؤساء المعتزلة ومتقدميهم، الفصل لابن حزم (4/ 146) .

(2) انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي (ص 323) ، ومقالات الإسلاميين للأشعري (ص 174، 496) ، والفصل في الملل والنحل لابن حزم (2/ 99) ، والتمهيد للباقلاني (239، 240) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام