تعالى في شأن الكافرين: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لكُل بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ) (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) .
فأنت عندما شهدت ألا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه، عاهدت الله على أن تنقذ نفسك بالطاعة والعبادة، وأنك صادق عند النطق بهذه الشهادة، ستصدق الله في خبره وتطيعه في أمره، وتتقيه ولا تعصيه، لكنك بعد هذا العهد، هل وفيت بشروط العقد، العقد الذي بينك وبين الله، والذي التزمت فيه عند قولك لا إله إلا الله بتنفيذ أوامره دون عصيان، وأن يكون خُلُقُكَ هو القرآن، فلو سألت هل صليت؟ ما جوابك؟ تقول: ما صليت، هل زكيت وزرت البيت؟ ما جوابك؟ تقول: ما أديت الفرض ولا زكيت، هل اتقيت الله في عملك وأخلصت أم ظلمت وتعاليت وارتشيت؟ هل انتبهت وتذكرت الموت؟
تفت فؤادك الأيام فتا وتنحت جسمك الساعات نحتا - وتدعوك المنون دعاء صدق ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات غدر أبت طلاقها الأكياس بتا - تنام الدهر ويحك في غطيط بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتى متي لا ترعوي عنها وحتى
فليست هذه الدنيا بشيء تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها كظلك أو كحلمك إن حلمتا - سُجنت بها وأنت لها محب فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب ستطعم منك ما منها طعمتا - وتشهد كل يوم دفن خل كأنك لا تراد بما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن لتعبرها فجدَّ لما خُلقتا - وإن هُدمت فزدها أنت هدما وحصِّن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها إذا ما أنت في أخراك فزتا - فليس بنافع ما نلت فيها من الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء لهوا فإنك سوف تبكي إن ضَحِكْتا
وسل من ربك التوفيق فيها وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا بما ناداه ذو النون بن متي - ولازم بابه قرعا عساه سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا لتذكر في السماء إذا ذكرتا - ولا تقل الصبا فيه مجال وفكر كم صغير قد دفنتا
وقل لي يا ناصحي لأنت أولي بنصحك لو بعقلك قد نظرتا.
إن من أسوا ما يقع فيه الإنسان أن يصدق في وعده مع الناس، ويخلف وعده وينقض عهده مع ملك الناس إله الناس: (يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرضي مِنْ القَوْل وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) .
في كل مرة تعصيه وتقول سأتوب عما أن فيه، حتى تستمرؤ العصيان وتلزم حزب الشيطان، وتتشبه بأهل الكفر والفسوق والعصيان، تفعل أفعال الكافرين الذين يستحقرون الدين ويبغضون المؤمنين، فتسير خلفهم شبرا بشر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلته خلفهم، ولبست لباسهم، وتعريت مثلهم، وشربت خمرهم وألفت سكرهم،