فهرس الكتاب
الصفحة 66 من 85

بسم الله الرحمن الرحيم

شروط لا إله إلا الله - الشرط السابع

القبول المنافي للرد

الحمد لله الذي كان ولم يكن شيء معه وكان عرشه على الماء، كان ولا إنسَ ولا جان ولا طائرَ ولا حيوان وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو المتفرد بوحدانيته والدائم في أبديته، تقدس في صمدانيته، ليس له سمي ولا وزير، ولا شبه ولا نظير، انفرد بالخلق والتصوير، وانفرد بالمشيئة والتقدير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، له الرفعة والحمد والثناء، وله الفوقية والعلو والاستواء، أول بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشبهه الأنام، حي لا يموت قيوم لا ينام، له الأسماء الحسني وله الصفات العلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، خاتم النبيين وإمام المتقين وسيد الأنبياء والمرسلين، اصطفاه ربه لرسالته واختاره لبريته، فبين السبيل وأنار الدليل، صلي الله عليه وعلى آله الطاهرين وأصحابه السابقين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين، ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الذِي خَلقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلقَ مِنْهَا زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الذِي تَتَساءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَليْكُمْ رَقِيبًا ? (النساء/1) ? يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ? (آل عمران/102) ، أما بعد ..

فإن منهج لا إله إلا الله يغير معالم الحياة، لا إله إلا الله تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، فلا يخضع العبد عن حب إلا لربه، وهمه في الحياة ابتغاء قربه، يخافه ويرجوه، ويحبه ويدعوه، روي البخاري بسنده أن النبي صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ قَال لمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ رضِي الله عنه: (مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلبِهِ إِلا حَرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ) .

واعلم عبد الله أن لا إله إلا الله لها شروط وردت في كتاب الله وفي سنة رسوله (، فلا يصح قول اللسان ولا يصلح ركن من أركان الإيمان إلا بها: أولها العلم المنافي للجهل، ثم اليقين المنافي للشك، ثم الإخلاص المنافي للشرك، ثم الصدق المنافي للكذب، تم المحبة التي تنافي البغض،، ثم الانقياد الذي ينافي الترك، ثم القبول الذي ينافي الرد والثامن من هذه الشروط هو الكفر بما يعبد من دون الله، وقد أحسن من جمعها وعدها وحصرها في هذين البيتين فقال:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع: محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما: سوي الإله من الأشياء قد ألها

وحديثنا بإذن الله في محاضرة اليوم عن الشرط السابع من شروط لا إله إلا الله، وهو القبول المنافي للرد، القبول لما اقتضته هذه الكلمة، القبول الذي يحرك القلب واللسان والأبدان، وقد قص الله تعالى في القرآن، نباء من قبل قبلها، وانتقامَه ممن ردها، وعذابَه لمن كفر بها، كما قال تعالى: (وَكَذَلكَ مَا أَرْسَلنَا مِنْ قَبْلكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَال مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا على أُمَّةٍ وَإِنَّا على آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ قَال أَوَلوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَي مِمَّا وَجَدْتُمْ عَليْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام