لَوْ مَرَرْنَا بِابْنِ عُمَرَ أَوْ لَقِينَاهُ , فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ قَالَ : فَانْطَلَقُوا يُرِيدُونَهُ , فَإِذَا بِهِ مُقْبِلًا , فَقَالُوا : هَذَا ابْنُ عُمَرَ , فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ : دَعُونِي إِلَى كَلَامِهِ قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَيْهِ قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّا حَجَجْنَا , فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا نُرِيدُ النَّفْرَ أَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ مِصْرِنَا قَالَ : وَفِيمَ اخْتَلَفُوا ؟ قَالَ : اخْتَلَفُوا فِي الْقَدَرِ قَالَ : مَا قَالُوا ؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : {{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }} , وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ , وَخَيَّرَ ؛ قَالَ : مَنْ قَالَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لَا يَضُرُّكُ أَلَّا تَسْأَلَ قَالَ : مَا أَنَا بِمُنْبِئُكُمْ حَتَّى تَنْبِئُونِي مَنْ قَالَهُ قَالَ : فَقَالَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ قَالَ : فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ مِنِّي بَرِيءٌ , وَأَنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , فَإِنِّي بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ , فَسَلَّمَ قَالَ : فَأَعْجَبَنَا حَيْثُ جَاءَ , فَقُلْنَا : نَسْمَعُ , فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ , وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ , وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ , وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ , وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " قَالَ : صَدَقْتَ قَالَ : فَقَوْلُهُ صَدَقْتَ أَعْجَبُ عِنْدَنَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ , وَمَلَائِكَتِهِ , وَكُتُبِهِ , وَرُسُلِهِ , وَبِالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ , وَبِالْجَنَّةِ , وَالنَّارِ , وَبِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ , وَلَكَنْ لَهَا أَشْرَاطَ " قَالَ : وَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ : " إِذَا الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ رَبَّهَا , وَإِذَا رُعَاةُ الْبَهْمِ كَانُوا قَادَةَ النَّاسِ , وَإِذَا أُشِيدَ الْبِنَاءُ , وَظَهَرَ الْفُحْشُ " قَالَ : ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ , فَذَهَبَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيَّ الرَّجُلَ " , فَطَلَبُوهُ , فَلَمْ يُلْقُوهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا رَأَيْنَاهُ قَالَ : " تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ " قَالُوا : لَا قَالَ : " هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُمْ "
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عَوْنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، وَنَصَرِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَحُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالُوا : خَرَجْنَا حُجَّاجًا , فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا قُلْنَا : لَوْ مَرَرْنَا بِابْنِ عُمَرَ أَوْ لَقِينَاهُ , فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ قَالَ : فَانْطَلَقُوا يُرِيدُونَهُ , فَإِذَا بِهِ مُقْبِلًا , فَقَالُوا : هَذَا ابْنُ عُمَرَ , فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ : دَعُونِي إِلَى كَلَامِهِ قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَيْهِ قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّا حَجَجْنَا , فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا نُرِيدُ النَّفْرَ أَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ مِصْرِنَا قَالَ : وَفِيمَ اخْتَلَفُوا ؟ قَالَ : اخْتَلَفُوا فِي الْقَدَرِ قَالَ : مَا قَالُوا ؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : {{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }} , وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ , وَخَيَّرَ ؛ قَالَ : مَنْ قَالَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لَا يَضُرُّكُ أَلَّا تَسْأَلَ قَالَ : مَا أَنَا بِمُنْبِئُكُمْ حَتَّى تَنْبِئُونِي مَنْ قَالَهُ قَالَ : فَقَالَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ قَالَ : فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ مِنِّي بَرِيءٌ , وَأَنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , فَإِنِّي بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ , فَسَلَّمَ قَالَ : فَأَعْجَبَنَا حَيْثُ جَاءَ , فَقُلْنَا : نَسْمَعُ , فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ , وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ , وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ , وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ , وَتَحُجَّ الْبَيْتَ قَالَ : صَدَقْتَ قَالَ : فَقَوْلُهُ صَدَقْتَ أَعْجَبُ عِنْدَنَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ , وَمَلَائِكَتِهِ , وَكُتُبِهِ , وَرُسُلِهِ , وَبِالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ , وَبِالْجَنَّةِ , وَالنَّارِ , وَبِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ , وَلَكَنْ لَهَا أَشْرَاطَ قَالَ : وَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ : إِذَا الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ رَبَّهَا , وَإِذَا رُعَاةُ الْبَهْمِ كَانُوا قَادَةَ النَّاسِ , وَإِذَا أُشِيدَ الْبِنَاءُ , وَظَهَرَ الْفُحْشُ قَالَ : ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ , فَذَهَبَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عَلَيَّ الرَّجُلَ , فَطَلَبُوهُ , فَلَمْ يُلْقُوهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا رَأَيْنَاهُ قَالَ : تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : لَا قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُمْ