قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَا بِأَرْضِ قَوْمٍ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ ، فَقَالَ : مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ ، قَالَ : فَغَضِبَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ ، ثُمَّ قَالَ : إِنْ شِئْتَ حَدَّثْنَاكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : أَجَلْ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الْوَجْهِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " وَعَلَيْكَ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ ؟ قَالَ : " ادْنُ " فَقُلْنَا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَحْسَنَ ثَوْبًا وَلَا أَطْيَبَ رِيحًا وَلَا أَحْسَنَ وَجْهًا وَلَا أَشَدَّ تَوْقِيرًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " فَدَنَا مِنْهُ نَبْذَةً قَالَ : فَقُلْنَا مِثْلَ مَقَالَتِنَا ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ : أَدْنُو مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : فَدَنَا حَتَّى أَلْزَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : " تُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ، وَتَغْتَسِلُ مِنَ الْجِنَابَةِ " قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ رَجُلًا كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلُّوِهِ وَمُرِّهِ " قَالَ : صَدَقْتَ ، فَقُلْنَا : وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ قَطُّ فَوَاللَّهِ كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ " ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيَّ بِالرَّجُلِ " قَالَ : فَقُمْنَا بِأَجْمَعِنَا نَطْلُبُ الرَّجُلَ فَطَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لَيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ ، وَمَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ إِلَّا عَرَفْتُهُ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ "
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ : ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ : قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَا بِأَرْضِ قَوْمٍ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ ، فَقَالَ : مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ ، قَالَ : فَغَضِبَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ ، ثُمَّ قَالَ : إِنْ شِئْتَ حَدَّثْنَاكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : أَجَلْ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الْوَجْهِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ ؟ قَالَ : ادْنُ فَقُلْنَا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَحْسَنَ ثَوْبًا وَلَا أَطْيَبَ رِيحًا وَلَا أَحْسَنَ وَجْهًا وَلَا أَشَدَّ تَوْقِيرًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَدَنَا مِنْهُ نَبْذَةً قَالَ : فَقُلْنَا مِثْلَ مَقَالَتِنَا ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ : أَدْنُو مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَدَنَا حَتَّى أَلْزَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : تُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ، وَتَغْتَسِلُ مِنَ الْجِنَابَةِ قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ رَجُلًا كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلُّوِهِ وَمُرِّهِ قَالَ : صَدَقْتَ ، فَقُلْنَا : وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ قَطُّ فَوَاللَّهِ كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ قَالَ : فَقُمْنَا بِأَجْمَعِنَا نَطْلُبُ الرَّجُلَ فَطَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لَيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ ، وَمَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ إِلَّا عَرَفْتُهُ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ : وَرَدْنَا الْمَدِينَةَ فَلَقِينَا ابْنَ عُمَرَ فَقُلْنَا : إِنَّا قَوْمٌ نَطْعَنُ فِي الْأَرْضِ فَنَلْقَى قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ ، فَذَكَرَهُ . قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ : وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ الْأَشَجِّ وَحَدِيثِ ابْنِ بُرَيْدَةَ رُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ