عنوان الفتوى : غش الكافر.. نظرة شرعية
عند الامتحانات عادة ما أنسى قاعدة أو جملة فيذكرني بها زميلي، هل من الممكن أن نقول إن هذا اضطرار أم غش، ما حكم أن أغش من هو ليس من المسلمين؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حرمة الغش في الامتحان مطلقاً سواء أكان بالكتابة أو السؤال أو النظر أو غير ذلك من وسائله المتعددة، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2937، 10150، 66275.
كما لا يجوز غش الكافر ولا الكذب عليه ولا سرقة ماله لعموم الأدلة في ذلك, ولحرمة تلك الأفعال على المسلم لذاتها، ولمنافاتها لخلق الإسلام، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {المائدة:8}.
وأخرج مالك في موطئه أن ابن رواحة رضي الله عنه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لخرص نخل اليهود فقال: يا معشر اليهود, والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي, وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم... وفي رواية لابن حبان في صحيحه قال ابن رواحة لهم: والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي, ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير, ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض.
فينبغي للمسلم أن يبرز محاسن دينه, ويجسد ذلك في سلوكه ومعاملاته مع إخوانه من المسلمين ومع غيرهم, وفي ذلك دعوة لهم إلى هذا الدين العظيم. وللفائدة انظر الفتوى رقم:20632، والفتوى رقم: 37045.
والله أعلم.