عنوان الفتوى : من ثمار تشريع الجزية
أنا صاحب فتوى أجبتم عنها، وهي عن شبهة حول الجزية. أجبتم عنها، بارك الله فيكم. يبقى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصحيح أن الجزية إذا فرضت على قوم فإنهم بلا ريب سيسمعون عن الإسلام في الجملة، ولن يقتصر ذلك على حكامهم وكبرائهم. كما لا يخفى أن بذل الجزية يتضمن الإعلام بعلو الإسلام وظهور المسلمين، مما يكون له أثر كبير في تيسير اعتناق الإسلام لمن يريده من أهل الذمة، حيث يمكنه أن يأوي إلى المسلمين من قريب.
هذا؛ ولا يخفى أن قادة المسلمين في الحرب مطالبون أصلا بالدعوة إلى الإسلام قبل الحرب ابتداءً، جاء في (الموسوعة الفقهية): اتفق الفقهاء على أنه إذا دخل المسلمون دار الحرب، فحاصروا مدينة، أو حصنا، دعوا الكفار إلى الإسلام؛ لقول ابن عباس رضي الله عنه ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما حتى دعاهم إلى الإسلام. فإن أجابوا كفوا عن قتالهم لحصول المقصود، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله". وإن امتنعوا دعوهم إلى أداء الجزية ... اهـ.
والله أعلم.