عنوان الفتوى : حكم هجر الأخ الفاسق
أنا لا أكلم أخي وأعلم أني قد آثم على ذلك: سأعرفك على شخصية أخي والأسباب التي جعلتني لا أخاصمه لعدة سنوات و من ثم أني راجية منك أشد الرجاء أن تدرس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ترك الصلاة، وعقوق الوالدين، والنظر إلى المحارم بشهوة، والغيبة كل ذلك من كبائر الذنوب، بل ذهب بعض العلماء إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر مخرج من الملة، فينبغي لكم نصح أخيكم الواقع في هذه المعاصي وتذكيره بالله وتخويفه من عقابه، وإن كان لا يقبل منكم فعن طريق من ترونه يحترمه ويسمع كلامه، وبطريق شريط وكتيب إسلامي، يوضع له في غرفته أو سيارته، يتحدث عن هذه المواضيع، وإن كان يعاني من مرض نفسي أو عقلي ، فينبغي عرضه على أهل الاختصاص في الأمراض النفسية والعقلية، وطلب الدواء له، والقراءة عليه عند من يحسن قراءة القرآن على المرضى من أهل الصلاح والتقوى، وإن كان ينظر إلى المحارم بشهوة ويلمسهن بشهوة فيجب الاحتجاب عنه.
ولا بأس باجتنابه لاتقاء شره من غير قطيعة، فله حق الصلة، ولا بأس بأدنى الوصل، من السلام والكلام، إلا إذا كان في هجره مصلحة، كأن يرتدع بذلك عن أفعاله القبيحة فلا بأس بهجره، قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى 3/19: وكل من أظهر الكبائر فإنه تسوغ عقوبته بالهجر وغيره ممن في هجره مصلحة له راجحة، فتحصل المصالح الشرعية في ذلك بحسب الإمكان. انتهى.
والله نسأل أن يشفيه، وأن يهديه، إلى رشده ويقيه شر نفسه.
والله أعلم.