عنوان الفتوى : مدى أثر الردة على الرابطة الزوجية
أنا امرأة لبنانية أرغب في الزوج برجل وكان عمري 16 سنة، وأعيش في بلاد الغرب بعيداً عن أهلي، وزوجي مسلم أيضاً، لكنه لا يكن للدين قدراً ولا احتراما، فإنه لا يطبق أي شيء من قواعد الإسلام، يقول إن هذا من الأمور القديمة التي لا مكان لها في عصرنا هذا، ومنعت من لبس الحجاب حتى وأنه يعاتبني ويقول لي أني مازلت طفلة صغيرة لا أعرف معنى الحياة الحقيقية، لأني أرفض شرب الخمر والذهاب إلى أمكان لا تليق بأي مسلم وليس فيها إلا المحرمات، فبعد 6 سنوات من الزواج معه صرت لا أطيق العيش معه، لأن كل هذا سبب لي المرض وأخشى على تربية ابنتي التي عمرها سنتان، فإن زوجي هذا يقول لي أشياء مهينة وأحياناً قبيحة، حتى إنه يقول لي (أنه يستحي لو أنه خرج معي لأني أرفض أن أشرب الخمر معه كلما أخذني برفقته إلى النادي -نادي العرب حيث يلتقي العرب بينهم-)، ولكن لا أطيق أن أذهب إلى ذلك النادي بسبب وجود المحرمات وسباب الله وكفر بالكلام، فأنا الآن صرت متدهورة نفسياً وكل ما وجدت أمامي أن لا أن أفعل كل ما يقول طاعه له، وأخشى على صحتي وابنتي، فأطلب منكم أن تدلوني بالله عليكم ماذا أفعل، وهل من الناحية الشرعية يجوز لي طلب الطلاق من هذا الرجل الذي ليس فيه من الإسلام إلا الاسم، وكل ما هو متعلق بالدين فهو في اعتقاده شيء قديم لا يتماشى مع عصرنا هذا، ويعتقد أن كل من هو مرتبط بالدين، لا يعرف قيمة الحياة، الله المستعان، فدلني بالله عليك يا من أورثكم الله بهذا الدين والعلم الرباني وورثتم الأنبياء بهذا العلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الأمر كما ذكرت من أنه يعتقد أن تعاليم الإسلام غير صالحة وأنها رجعية وتخلف فهذا الرجل كافر مرتد عن الإسلام والواجب عليك فراقه فوراً ولا تحتاجين إلى طلاق بل يعتبر عقد النكاح منفسخاً بردته، وننصحك أن تتخلصي من البقاء معه بأي حيلة كأن تطلبي السفر بأولادك لزيارة أهلك ولو كلفك ذلك بيع ما تملكين من ذهب أو غيره، ثم تعلميهم بحالك وبالحكم الشرعي وترفعي أمرك للقضاء إن أصر على إرجاعك، وننصح باستشارة أهل العلم في بلدك الأصلي فإنهم أقدر على إيجاد الحلول المناسبة لواقعكم، وفقك الله لمرضاته.
والله أعلم.