تفسير سورة النحل للناشئين (الآيات 55 - 79)
مدة
قراءة المادة :
8 دقائق
.
تفسير سورة النحل للناشئين(الآيات 55 - 79)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (55) إلى (64) من سورة «النحل»:
﴿ تفترون ﴾: تَكْذِبُونه على الله.
﴿ وهو كظيم ﴾: وهو ممتلئ غمًّا وغيظًا في أعماق نفسه.
﴿ يتوارى من القوم ﴾: يستخفي من قومه خوفًا من الفضيحة بسبب ولادة البنت.
﴿ هون ﴾: هوان وذُل.
﴿ يدسه ﴾: يخفيه فيدفنه حيًّا.
﴿ مثل السوء ﴾: صفته القبيحة من الجهل والكفر.
﴿ لا جرَم ﴾: حقًّا، أو لا محالة، أو حق وثبت.
﴿ مفرطون ﴾: معجل بهم إلى النار.
﴿ زيِّن ﴾: سوَّل وسهَّل وأغرى.
مضمون الآيات الكريمة من (55) إلى (64) من سورة «النحل»:
1 - تتحدث الآيات عمَّا افتراه كفار الجزيرة العربية على الله سبحانه وتعالى قبل الإسلام، فقد نسبوا إليه - سبحانه وتعالى - البنات اللائي يكرهونهن ونسبوا لأنفسهم البنين الذين يحبُّونهم، وكانوا في الجاهلية إذا أُخْبِرَ الرجل بأنَّ زوجته ولدت له بنتًا حزن حزنًا شديدًا، وامتلأت نفسه غمًّا وغيظًا، وأخذ يختفي عن أعين الناس، ثم يسوقه ضلاله إلى وأدها (أي دفنها حية في التراب).
2 - ثم تبيِّن أن من رحمة الله سبحانه وتعالى ولطفه بعباده أنه لم يؤاخذهم بأعمالهم، ولكنه سبحانه وتعالى أجلَّهم إلى وقت معين تقتضيه حكمته.
3 - وتشير إلى زعم المشركين أن العاقبة الحسنى عندا لله لهم، وأنهم أهل الجنة، ولكن الحقيقة هي: أنهم أهل النار، وأنهم معجَّلون مقدمون إليها.
4 - ثم تذكر نعمة الله سبحانه وتعالى في إرسال الرسل؛ ليتأسى بهم النبي صلى الله عليه وسلم في الصبر على تحمل الأذى، وليتعظ قومه بما حدث للمكذبين، ثم تبيِّن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إنزال القرآن عليه، وأنه يوضح للناس ما اختلفوا فيه من الدِّين والأحكام؛ لتقوم الحجَّة عليهم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (55) إلى (64) من سورة «النحل»:
1 - متاع الدنيا قليل، وعمر الإنسان فيها قصير، والعاقل من اتخذها وسيلة للنعيم الدائم في الآخرة.
2 - الله سبحانه وتعالى منزَّه عن الشريك والولد، تقدَّس وتعالى عن مشابهة المخلوقات.
3 - رحمة الله بعباده، ولولا ذلك لعاجل الظالمين بالعقوبة، ولما ترك دابة تدب على ظهر الأرض.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (65) إلى (72) من سورة «النحل»:
﴿ لعبرة ﴾: لعظة عظيمة ودلالة على قدرة الله.
﴿ فرث ﴾: ما في البطن والأمعاء من زبل أو ثقل.
﴿ سائغًا ﴾: لذيذًا حلوًا.
﴿ سكرًا ﴾: خمرًا (ثم حرمت الخمر بالمدينة).
﴿ أوحى ربك إلى النحل ﴾: ألهمها وأرشدها أو سخَّرها.
﴿ بيوتًا ﴾: أوكارًا تبنيها لتضع فيها عسلها.
﴿ يعرشون ﴾: يبني الناس من الخلايا للنحل.
﴿ ذللاً ﴾: مذللة مسهَّلة لك.
﴿ فهم فيه سواء ﴾: أَفَهُمْ في الرزق مستوون؟ لا.
﴿ حفدة ﴾: خدمًا وأعوانًا، أو أولاد أولاد.
مضمون الآيات الكريمة من (65) إلى (72) من سورة «النحل»:
1 - تعرض الآيات بعض مشاهد الكون، وظواهره الدالة على وجود الله سبحانه وتعالى وقدرته ووحدانيته، وما أنعم به على عباده؛ ليتفكروا، فيؤمنوا ويشكروا المنعم سبحانه وتعالى.
2 - ثم تلفت الأنظار إلى حشرة النحل التي تخرج - بقدرة الله - العسل اللذيذ، الذي فيه شفاء للناس.
3 - إن من يتأمل عالم الإنسان يجد الناس - وقد خلقهم الله - وبينهم كثير من الفروق في حياتهم، فمنهم الغني ومنهم الفقير، ومنهم الأميّ ومنهم المتعلِّم، ونراهم عند مماتهم يموتون في أعمار مختلفة، فكيف يشرك بعض هؤلاء الناس، ويتركون عبادة الله الخالق القادر؟!.
4 - وفي معرض دلائل قدرة الله ونعمه العظيمة تذكرنا الآيات بنعمة الزواج، والإنجاب.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (65) إلى (72) من سورة «النحل»:
1 - جعل الله القرآن حياة للقلوب الميتة بكفرها، يترعرع فيها الإيمان، ويثمر الأعمال الصالحة.
2 - من عجاب قدرة الله سبحانه وتعالى إخراج اللبن الخالص من بين فرثٍ ودمٍ في باطن الحيوان.
3 - في النحل كثير من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى وهي تتخذ من الجبال بيوتًا تأوي إليها ومن الشجر، ومما يبنون لها من الخلايا، وفي توزيع الأعمال بينها، وفي امتصاصها الرحيق من الأزهار ثم إخراجه عسلاً مصفَّى، جعل الله فيه شفاء من كثير من الأمراض، ووقاية من أمراضٍ أخرى.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (73) إلى (79) من سورة «النحل»:
﴿ أبكم ﴾: أخرس لا ينطق.
﴿ هو كَلٌّ ﴾: هو عبء (يعوله غيره).
﴿ كلمح البصر ﴾: مثل النظر بسرعة خاطفة.
مضمون الآيات الكريمة من (73) إلى (79) من سورة «النحل»:
1 - تخبر الآيات عن المشركين الذين عبدوا مع الله غيره، مع أنه هو المنعم المتفضل الخالق الرازق وحده، ومعبوداتهم لا تملك شيئًا ولا تقدر على شيء.
2 - ثم تضرب الآيات مثلين يظهر بهما ضلال المشركين، فالكافر كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والمؤمن كمن يرزقه الله الرزق الحسن فهو ينفق منه سرًّا وجهرًا، فلا يمكن أن يستوي هذا وذاك، ومثل الوثن أيضًا كالأبكم الذي لا يتكلَّم ولا ينطق بخير، ولا يقدر على شيء إطلاقًا، وهو كلفة على سيده يعوله وينفق عليه، أينما يبعثه لا ينجح مسعاه فلا يمكن أن يستوي هو ومن يأمر بالعدل (الحق سبحانه وتعالى الذي قوله حق وفعله مستقيم).
3 - ثم تخبر عن كمال علمه سبحانه وتعالى وقدرته على الأشياء، واختصاصه بعلم الغيب، وقرب قيام الساعة ثم تلفت الأنظار إلى بعض مظاهر هذه القدرة المطلقة في خلق الإنسان وإعطائه وسائل العلم من السمع والبصر والعقول، ثم تلفت الأنظار أيضًا إلى الطَّير وقد سخرها الله سبحانه وتعالى في جو السماء لا يمسكها ولا يحفظها إلا الله عز وجل.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (73) إلى (79) من سورة «النحل»:
إذا أخلص العبد الطاعة صارت أفعاله كلها لله عز وجل فلا يسمح إلا لله، ولا يبصر إلا لله، أي ما شرعه الله له، ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله ومستعينًا بالله في ذلك كله، شاكرًا له فضله ونعمه.