عنوان الفتوى : ليس من العقوق رفض ما يؤدي إلى خلوة الزوجة بأخي الزوج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب تونسي من الجنوب، أقيم بتونس العاصمة حيث أعمل مهندساً، وأنا متزوج تتمثل مشكلتي في أن أخي يقطن معي نفس المسكن رغم رفضي ورفض زوجتي للأمر باعتبار ما يمكن أن يترتب عنه من خلوة غير شرعية، فإن والدي أصر على سكنه معنا رغم أنه يحصل على منحة دراسية تكفيه للعيش والدراسة، ورغم رفضي للموضوع ومحاولة إقناعهم إلا أن ذلك باء بالفشل واضطررت لقبول ذلك الأمر خشية عقوق الوالدين، رجاء أرشدوني إلى التصرف الشرعي السليم، وللعلم أن مدة إقامة أخي معنا قد تطول ستة أشهر أخرى أو أكثر؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك أن تسمح لأخيك بأن يسكن في بيتك سكنا يؤدي إلى دخوله على زوجتك وخلوته بها في غيابك، وذلك أمر في غاية الحرمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري.
وقوله: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه. والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج.
وليس في هذا عقوق لوالديك لأن الله تعالى الذي أوجب طاعتهما قيد ذلك بالشرع، فإن طلبا ما فيه مخالفة له فلا طاعة, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل. رواه أحمد، وانظر الفتوى رقم: 3178.
وينبغي أن تقنع أخاك بهذا وتبين له الحكم الشرعي لهذه المسألة حتى تستعين به في إقناع والديك، ثم إننا نلفت انتباهك إلى أنه من مكارم الأخلاق والتماس رضا أبويك أن تستدعي أخاك إلى البيت من حين لآخر خاصة أيام العطل في الأوقات التي تكون فيها أنت موجوداً.
والله أعلم.