عنوان الفتوى : من آداب الأكل والطعام في السنة النبوية
ما هي آداب تناول الطعام في السنة النبوية ؟
للأكل آداب عديدة، وَرَدَ بعضُها في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وورد بعضها في السنة النبوية، وقد أورد ابن القيم رحمه الله تعالى شَذَراتٍ من هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الأكل والشرب، فقال: كان صلى الله عليه وسلم يأكل ما جَرَتْ عادةُ أهل بلده بأكل ، ولم يكن يحبس نَفْسَه على نوع واحد من الأغذية، وإذا كان في أحد الطعامين كيفيَّةٌ تحتاج إلى كَسْرٍ وتعديلٍ كَسَرَها وعدَّلها بضدِّها، كتعديل حرارة الرُّطب بالبطيخ، وإذا عافت نفسُهُ الطعامَ لم يأكله.
كما ذكر أبو هريرة رضي الله عنه: ما عابَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طعاماً قطّ إِن اشتهاهُ أَكَلَهَ، وإلا تَرَكَهُ ولم يأكلْ منه، وكان يحبُّ اللحم والحلواء والعسل، وكان يأكل الخبز مأدوماً ما وجد إداماً .. وكان أحب الشراب إليه صلى الله عليه وسلم الحلو البارد، ويحتمل أن يريد به الماءَ العَذْبَ، ويحتمل أن يريد به الماءَ الممزوجَ بالعسل أو الذي نُقِعَ فيه التَّمْرُ أو الزَّبيب.
وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه: أمَرَ بتخمير الإناءِ ولو أنْ يعرض عليه عودًاً .
وبالإجمال يمكن إيجاز آداب الأكل على النحو الآتي:
* غسل اليدين قبل الطعام لتخليصهما من الغبار والأوساخ المؤذية المسببه للأمراض .
* التسمية قبل الأكل و( من نَسي أنْ يذكرَ اللهَ في أوَّلِ طعامه فليقلْ حينَ يذكرُ : بسم الله في أوله وآخره )
* يجب الأكل باليمين إلا لعذر، ولا بأس باستعمال الملعقة ونحوها، فإن لم يجد جاز الأكل بالأصابع .
* الأكل مما يليه من الطعام، فلا تمتد يده إلى ما يلي الآخرين ولا إلى وسط الطعام، لما روي عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، قال : ( كنت غلاماً في حجر رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانتْ يَدي تَطيشُ في الصُّحْفَةِ، فقال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ياغلامُ سَمِّ اللهَ وَكُلْ بيمينكَ وَكُلْ مما يليكَ، قالَ : فما زالتْ تلكَ طعمتي بعدُ )* وإذا ما وقعت منه اللقمةُ فليمط عنها الأذى وليأكلها، لما روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كانَ إذا طَعِمَ طعاماً لَعَقَ أصابعَه الثَّلاثَ وقالَ: إذا سقطت لقمةُ أحدِكم فَلْيُمِطْ عنها الأَذى وليأكلْها ولا يدعْها للشيطانِ) .
* ويندب الجلوس للأكل ويكره الاتكاء لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم : ( لا آكل متكئاً)
* وينتظر حتى يبرد الطعام قليلاً لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( ولا يـؤكل طعـامٌ حتى يذهــب بخـارُه )
* ويكره الإتيان بحركات منفرة للمشاركين كالجشاء والبصاق والمخاط ونحوه .
* ويستحب عدم الإكثار من الطعام .
* ويستحبُّ للضيف ألا يطيل الجلوس عند المضيف من غير حاجة بعد الفراغ من الأكل بل يستأذن ربَّ المنزل وينصرف، لقولـه تعالى: ((فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا )) [الأحزاب/53]
ويسن بعد الطعام أن يحمد الله ويدعو ، ويغسل يـده ، ويتمضمض .
* ولا يُـذَمُّ الطعـامُ مهما كان نوعه مادام حلالاً وذلك للحديث الذي تقدَّم : ( ما عابَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ولم يأكل منه)
[1] الموسوعة الطبية الفقهية ـ الدكتور أحمد كنعان صـ (665-666) ـ دار النفائس ـ بيروت ـ الطبعة الثانية: 1426هـ 2006م.