عنوان الفتوى : قطع العلاقة المحرمة ليس من الظلم
السؤال
أنا بنت عمري 19 سنة، في فترة المراهقة عندما كان عمري 14 سنة، كنت على علاقة عاطفية عن بعد عبر الإنترنت. لم ألتق بهذا الشاب ولا مرة في حياتي، وكان يكبرني ب 6 سنوات. لم أكن بكامل الوعي والنضج عندما كنت في هذه العلاقة.
بطبيعة الحال كانت تحدث مشاكل باستمرار، فقد كان يحاول التحكم بي في كل شيء (حب التملك) ومع مرور الوقت بدأت أكرهه، ولم أكن واثقة من أي شيء؛ فاضطررت لإنهاء علاقتي به. فبدأ بتهديدي إلخ.. وقال لي: لن أسمح لك أبدا. وحدثت أمور أخرى بعدها. في تلك اللحظة لم أدرك جيدا، لكن كل شيء انتهى الآن.
وبعد مرور كل تلك السنين لا زلت أتذكر عندما قال لي تلك الجملة: "لن أسمح لك" والآن لا توجد أي وسيلة، أو أي شيء يمكنني من الاتصال به مرة أخرى لطلب السماح، ولا أعرف أي شيء عنه، أنا حقا ندمت وتبت من كل ما حدث لي في الماضي؛ لأنني فعلت عدة ذنوب، لكن الحمد لله هداني الله.
مرة بحثت عن الظالم إذا تاب، والمظلوم لم يسمح له. فوجدت أنه يجب على الظالم أن يكثر الصدقات ليكسب الحسنات، ويعطيها للمظلوم بعدها.
هل هذا صحيح؟ ماذا أفعل في هذه الحالة؟ أنا جد قلقة، لا أريد أن أدخل النار بسبب هذا.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك على أن منَّ الله تعالى عليك بالهداية والتوبة من هذه العلاقة الآثمة؛ إذ لا يجوز شرعا أن تكون المرأة على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها. وسبق بيان ذلك في الفتوى: 30003، والفتوى: 4220، وفيها بيان حكم الحب قبل الزواج.
ولم تذكري لنا وجه الظلم الذي حدث منك تجاهه ومن أجله ذكر لك أنه لن يسامحك، فإن كان مجرد تركك له وقطعك علاقتك معه، فهذا ليس من الظلم في شيء، بل هو عين العقل والعدل، فلا تلتفتي لما مضى، ولا تشغلي نفسك بما قال، بل استأنفي حياتك، واحرصي على ما ينفعك في دينك ودنياك.
ولمزيد الفائدة، راجعي الفتاوى: 10800، 1208، 12928.
وللفائدة، انظري الفتوى: 223216، ففيها تفصيل القول في كيفية التحلل من المظلوم.
والله أعلم.