عنوان الفتوى : قبول الفتاة بشاب أقل منها في المستوى الاجتماعي وأثر ذلك على حياتهما
السؤال
ما حكم قبول أو رفض خاطب متقدم للزواج من نفس مستوى الفتاة التعليمي، والعملي، والديني -يصلي، ومكافح، وتعليمه عالٍ، ويعمل في مركز مرموق، وعنده دخل جيد، ولديه مسكن الزوجية في مدينة جديدة، ولديه سيارته-، ولكن لا يوجد تكافؤ اجتماعي، أو تعليمي، أو ثقافي بين أسرته وأسرة الفتاة؟ فهم نشؤوا في منطقة شعبية جدًّا، بالمقارنة مع منشأ الفتاة في منطقة راقية، ووالده -رحمه الله- ووالدته لم يتعلما، ولديه أخ لم يكمل تعليمه، ولكن لديه مشروع شبه ناجح، واثنان آخران تعليمهما عالٍ، فهل عدم تكافؤ الأسرتين، وتربية هذا الشاب في منطقة شعبية جدًّا، يمكن أن تعيق هذا الزواج، وتؤثر بالسلب على الأطفال في المستقبل -إن شاء الله- إن رزقهم الله بهم، أم يمكن أن يتم هذا الزواج بناء على شخصية وأخلاق وتدين الشاب فقط؟ فمن الواضح أنه يحاول جاهدًا أن يفصل نفسه عن ما نشأ عليه، ويطور من ذاته. جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب على دِين وخُلُق؛ فاقبلي به زوجًا؛ امتثالًا للتوجيه النبوي الوارد في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خُلُقه ودِينه؛ فزوجوه. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
فصاحب الدِّين والخُلُق يُرجى أن تجدي منه ما تبتغين، وجاء في الأثر الذي أورده البغوي في شرح السنة عن الحسن البصري أنه أتاه رجل فقال: إن لي بنتًا أحبها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير عليّ أن أزوجها؟ قال: زوِّجها رجلًا يتقي الله، فإنه إن أحبها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها.
وإذا كان الشاب بهذه المنزلة في الدِّين، إضافة إلى بعض الصفات النبيلة، فلا تلتفتي إلى ما ذكرت عن أهله من مستواهم الاجتماعي، وغيره.
ولا يلزم أن يكون لحالهم تأثير على أولادكم في المستقبل، بل نجاح الأولاد يتوقف -بعد توفيق الله- على دور وحكمة واجتهاد الوالدين.
والله أعلم.