عنوان الفتوى : التواصل مع امرأة على وشك الانفصال عن زوجها في أمور الدين
السؤال
أنا أعالِج نفسيًّا لحالات تنمية المهارات، وذوي الاحتياجات الخاصة، وعن طريق الصدفة اهتممتُ بطفل أمّه منفصلة عن والده انفصالًا شفويًّا منذ تسعة أشهر، وهم في إجراءات استصدار ورقة الطلاق، والأمّ تكلمت معي عدة مرات تستشيرني في بعض الأمور، منها علاقة الوالد القاسية مع ابنه المريض، ومعهم.
وبعد شهرين من التواصل وقعت في حبّي، وأوقعتني في حبّها، وهي ذات خُلُق، ودِين، وهي منتقبة، وأنا ملتزم -ولله الحمد-، ولم أرها حتى اللحظة، واتفقنا على أن أنتظر حتى تتحرّر من زواجها السابق، ثم آتي لخطبتها، ورؤيتها الرؤية الشرعية، وأهلها يعلمون أنني أريد الزواج منها، ومجمل أحاديثنا على الواتساب يخص الدِّين، وكل فترة أذكّرها بأننا لا يجوز لنا التكلّم في مواضيع الحبّ والغزل وهي ما زالت على عصمة رجل آخر، وحاولت تركها بشكل مؤقت مرارًا على أن تتركني كذلك، لكننا نفشل بعد يومين، ونرجع للتكلم، فأرجو من سيادتكم التكرّم بالجواب الشافي؛ لأنني أخاف الله عز وجل، ولا أريد ارتكاب أية معصية، ولو كانت صغيرة، علمًا أنّ لديها ثلاثة أبناء، وأنا متزوج، ولديّ طفلان، وأنا من شدة خوفي من الله أريد أن أتركها لكي تنتهي من كافة مواضيعها، وبعدها يخلق الله ما لا تعلمون، لكني أخاف عليها أن تفعل شيئًا بنفسها؛ لأنها متعلقة بي لدرجة الجنون، وكل يوم نتكلم قرابة العشر ساعات. أفيدوني بطريقة نرضي ربّ العالمين بها، فنحن لا نريد غضبه وسخطه. وشكرًا جزيلًا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تقف عند حدود الله، وتقطع علاقتك بتلك المرأة، ولا تتهاون في الكلام معها، أو مراسلتها لغير حاجة معتبرة، ولو كان الكلام معها في أمور الدِّين، والتعاون على الخير، فكل ذلك من استدراج الشيطان، وخداع النفس.
فاتقِ الله، ولا تتعلل بخوفك عليها إذا قطعت تلك العلاقة؛ فالله أحقّ وأولى أن تخاف منه، وتتقيه.
وبعد ذلك إذا فارقت المرأة زوجها، وانقضت عدتها منه، وأردت أن تتزوجها؛ فلا حرج عليك حينئذ.
والله أعلم.