عنوان الفتوى : ماذا يفعل الخاطب إذا سأله أهل الفتاة عن كيفية تعرفه إليها؟
السؤال
أنا طالب جامعي، شعبة علوم إسلامية في إحدى الجامعات الجزائرية، سني 25 سنة، تعرفت إلى فتاة في نفس جامعتي، ونفس تخصصي، لكني أقطن في ولاية، وهي في ولاية أخرى، وعزمت على خطبتها في أقرب وقت ممكن، لكن الشيء الذي يواجهني هو: كيف أخبر أهلها عن تعرفي إليها؛ إذ إنها تعيش في مجتمع لا يقبل أن تأتيهم ابنتهم بخاطب بعيد عن ديارهم، فأرجو من حضرتكم إرشادي لطريقة أخرج بها من هذه المشكلة التي تصادفني، وهل يجوز لي أن أجعل فتاة أخرى واسطة بيننا، أي أنها هي التي عرفتني إليها؛ وذلك لإرضاء أهلها؟
وفي الأخير: ادعوا الله تعالى لي أن يجمعني بهذه الفتاة بالحلال، وأن يجعلها زوجة لي، وتقرّ عيني بها، ويرزقنا الذرية الصالحة، فهي ذات دين وخلق، ومنتقبة. وجزاكم الله تعالى عنا خير الجزاء، وجعل هذا في ميزان حسناتكم يوم القيامة، وجعلكم من أهل الجنة، آمين يا رب العالمين.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.
ونحسب أن الأمر هين، فيمكنك أن تخبر أختًا لك، أو قريبة من قريباتك الصالحات الموثوق بهنّ؛ لتتعرف إلى الفتاة، وتعرض عليها رغبتك في الزواج منها، فإذا سألك أهلها عن كيفية معرفتك بها، تخبرهم أن أختك، أو قريبتك هي السبب.
ومن فائدة مقابلة أختك، أو قريبتك لها، أن تخبرك عن مدى جمالها، قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا خطب رجل امرأة سأل عن جمالها أولًا، فإن حمد، سأل عن دينها، فإن حمد، تزوج، وإن لم يحمد، يكون رده لأجل الدِّين، ولا يسأل أولًا عن الدين، فإن حمد، سأل عن الجمال، فإن لم يحمد، ردها، فيكون ردها للجمال، لا للدين.
ولكن لا تستغني بذلك عن النظرة الشرعية، فقد رغب الشرع في نظر الخاطب للمخطوبة؛ لأن ذلك أحرى لأن يكون سببًا للوئام والائتلاف، وراجع الفتوى: 5814.
وننبه كذلك إلى أهمية الاستشارة في أمرها؛ بسؤال الثقات ممن تعاملوا معها، ولا تكتفِ بهذه المعرفة العامة، هذا بالإضافة إلى أهمية الاستخارة، وانظر الفتوى: 19333.
والله أعلم.