عنوان الفتوى : ينبغي على الطالب الاجتهاد في المذاكرة لتحقيق ما يتمناه
انا أدعو ربنا أن يكرمني أن أدخل كلية الألسن، وليس عندي تركيز في مذاكرتي، فهل يتقبل الله دعوتي؟ ومنذ صغري وأنا أحب الرياضيات، وأشعر أن هناك فائدة مما أتعلمه على أرض الواقع، وليس مجرد كلام في الكتب؛ ورغم أنه يمكنني أن ألتحق بكلية الألسن من القسم الأدبي، إلا أنني التحقت بقسم علم الرياضيات؛ لحبي الشديد لها، لكن التعليم في بلدي يعتمد على الحفظ، وليس على الإبداع، والرياضيات أصبحت مادة تعتمد على الحفظ، لا على الفهم والإبداع، وحل مشكلات الواقع، وأتمنى من الله أن يكرمني بدخول كلية الألسن (اللغات) السنة القادمة، وأنا -والحمد لله- متقن للإنجليزية، وأطمح لإتقان لغات عدة، منها: الألمانية، التي سأتعلمها في الكلية، إن التحقت بها.
المشكلة أنني منذ ثلاث سنوات ابتليت بالعادة السرية -دون علمي بها-، وبمشاهدة الإباحية؛ بسبب قلة التوجيه، لكني -والحمد لله- لم أعصِ الله في الأشهر الثلاثة السابقة؛ بسبب شيئين فقط: فقد واظبت على الدعاء، والتحدث لله بتعظيمه؛ لأنه أحق بالعبادة، وهو الملك الوحيد، والشيء الآخر أنني وجدت سعادة بالغة في تعلم البرمجة، وإنشاء المواقع والتطبيقات، وإذا واجهت أي شيء يحزنني -كالمرض، أو غيره- أتجه للبرمجة، وأنسى الحزن، وأحمد الجبّار جابر القلوب على هذه النعمة، وإذا ابتعدت عن البرمجة يومًا واحدًا أصاب باكتئاب، ويصيبني وسواس العادة السرية، فهل يقبل الله دعوتي بالكلية التي أطمح إليها، وأنا أبذل نصف المجهود المطلوب، في حين أن النصف الآخر أبذله في تعلم وممارسة البرمجة؟
شكرًا لكم، وأعتذر عن الإطالة، فأنا ليس لي أب يرشدني، وأمّي وإخوتي دائمًا مشغولون عني، ولا أتكلم معهم في اليوم أكثر من دقيقتين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما استجابة دعوتك: فالله على كل شيء قدير، لكن ينبغي أن تأخذ بالأسباب، وتجتهد في المذاكرة، وتجعل اهتماماتك الأخرى -من البرمجة، ونحوها- في فضول أوقاتك، وساعات فراغك،
واصحب الصالحين؛ ففي صحبتهم الخير الكثير.
واستمر على التوبة، مواظبًا على الدعاء، وأداء الفرائض، والإكثار من النوافل، والتوجه إلى الله تعالى بإخلاص، وصدق.
وضاعف جهدك في المذاكرة، والتحصيل؛ أخذًا بالأسباب المشروعة؛ حتى يتيسر لك دخول الكلية التي تريد.
وفقك الله لما فيه الخير لك في الدنيا، والآخرة.
والله أعلم.