عنوان الفتوى : ترك دراسة الحقوق بسبب عدم النفع الأخروي
السؤال
أنا أدرس في كلية الحقوق، وقد دخلت هذه الكلية رغمًا عني؛ بسبب مجموعي القليل في الثانوية العامة، ولا أحب هذا التخصص، والجامعة تبعد عن بيتي ساعتين، فسمعت في التلفاز أن مجال دراستي ليس له قيمة، ولا آخذ عليه ثوابًا، ولا أحتسب طالب علم؛ لأن المذيع ذكر الحديث الشريف: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا... وقال: إن تفسيره يكون على طالب العلم الشرعي فقط.
ومنذ أن سمعت هذا كرهت الكلية أكثر، وأصبحت لا أذاكر؛ لأن الدراسة ليست لها فائدة في الدنيا ولا في الآخرة، مع العلم أنني تخصصت في مجال دراسة القانون باللغة الإنجليزية، وهو مجال صعب، وقليل الانتشار، وبدأت مع نفسي خارج الكلية بدراسة مجال الترجمة القانونية، لكني تركت كل هذا بعد سماع تفسير هذا الحديث، وأن هذا ليس له فائدة، وصرت أشعر أنني عديم القيمة، ويحزنني أكثر أنني أذهب مسافة بعيدة كل يوم للجامعة من أجل التعلم، وأرجع إلى البيت مرهقًا، فكيف يذهب كل هذا التعب دون ثواب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما فهمته وعملته ليس صحيحًا، فيمكنك أن تكتسب الأجر الكثير بالاستمرار في دراستك؛ بأن تنوي بر والديك، والإحسان إليهما بتفوقك.
وتنوي كذلك نفع المسلمين في المستقبل بأن تدافع عن الأبرياء، وتسعى في رد حقوق المظلومين.
وكل هذه نيات صالحة تؤجر بها، وتكون دراستك تلك قربة تتقرب بها إلى الله تعالى، إلى غير ذلك من النيات التي يمكنك استحضارها، كأن تنوي بتفوقك أن تكون قدوة للشباب الملتزم المستقيم في التفوق في مجالاتهم المختلفة.
فنصيحتنا لك هي أن تطرح عنك هذه الأوهام، وأن تجتهد في دراستك، وتبذل وسعك في التفوق، جامعًا بين مصالح دينك ودنياك، آخذًا بما ذكرنا من استحضار النيات الطيبة التي تحول تلك العادات إلى عبادات.
والله أعلم.