عنوان الفتوى : طالب العلم يجتهد ولا يلتفت للوساوس المثبطة
السؤال
أنا طالب في كلية الشريعة والقانون بالقاهرة في الفرقة الثالثة. هدفي هو أن أكمل دراسات في أصول الفقه بعد التخرج، ولكن المشكلة أني لست من بيت علم مثل باقي العلماء الذين أقرأ عنهم أنهم كانوا منذ نشأتهم حافظين كتاب الله، وعندهم من يحفزهم على الاستمرار في التعلم.
أما أنا فكنت أحفظ القرآن، ولكن ليس باستمرار، ولم يكن معي شيخ ألازمه، ويعلمني باستمرار، وأنا حاليا أحفظ القرآن مع شيخ بعيد عن منزلي؛
وهذا لأن عائلتي لم تهتم بشأني، وأهملتني، وكنت أرافق أصدقاء السوء منذ أول فترة شبابي، وكنت أرتكب الكثير من الذنوب -غفر الله لي-.
سبب طموحي هذا: أنا منذ بداية السنة الدراسية الثالثة وأنا مجتهد -والحمد لله- والتزمت في الحضور في الكلية، وأحببت مرافقة الأساتذة، وحب العلم، وقراءة الكثير من الأحاديث وشرحها، وقراءة الكثير من التفسير، والفقه، ومجالس العلم في المساجد، والاشتراك في دورة اللغة العربية في الجامع الأزهر، وأصبحت متفوقا في الترم الأول بالرغم من صعوبته.
ولكن سبب تعاستي هو أني في أول سنتين كان تقديري مقبولا أول سنة، ثم جيد في السنة الثانية، وذلك أحيانا يؤثر على عقيدتي في قضية الرزق، وأن الله لم يجعلني من الذين اختارهم في الأزل قبل خلق السماوات والأرض، وأنعم عليهم (من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
وأقول لنفسي لا داعي لأن أدخل هذا المجال، ومن ثم أتجه لأي مجال آخر؛ مثل أي شخص يريد أن يعيش حياة عادية.
شكرا جزيلا لحضراتكم علي قراءة كلامي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح.
وننصحك بالاجتهاد في تحصيل العلم الشرعي، وتصحيح النية فيه، وعليك أن تعرض عن الوساوس التي يثبطك بها الشيطان، ويصدك بها عن سبيل العلم.
فليس كل العلماء قد طلبوا العلم في صغر السن، بل طائفة كبيرة طلبوا العلم على كبر، كما ذكرنا في الفتوى: 239014.
وأما قولك: ( وإن الله لم يجعلني من الذين اختارهم الله في الأزل ... ) فهذا نوع من الاحتجاج الباطل بالقدر، وانظر في بيان هذا الفتويين: 242914، 286309.
وراجع نصائح حول ما يعين على علو الهمة، والاجتهاد في طلب العلم، وطرد الفتور والكسل فيه الفتاوى: 339838،0، 149077، 346633، 43215، 327133، 65385.
والله أعلم.