عنوان الفتوى : علاج من كذبت على زوجها بشأن الدراسة وتتهاون أحيانا في الصلاة
أنا متزوج منذ سنة، ومعي طفلة لها شهران. عندي 30 سنة، وزوجتي 21 سنة. تعليمى عال، وهي تعليم متوسط. ومن شروطي للزواج عند خطوبتي أنها تكمل تعليمها. فهي كانت في الكلية، ولكن كانت ترسب في الكلية، وأنا ليس عندى علم. وأثناء الخطوبة ظهرت نتيجة الكلية، ورسبت فتم فصلها، ولم تقل لأحد. وبعد زواجي أعطيتها مبلغا من المال لكي تدفع المصاريف، وقالت لي إنها دفعتها. وطلبت منها فيما بعد جدول امتحانات الكلية على أساس أنها ناجحة، ودخلت الفرقة الثالثة، وكنت أسمح لها بالذهاب للامتحان على حسب مواعيد جدول امتحان الكلية. مع العلم أن الجامعة في بلد آخر. وأعطيتها ثقة فلم أبحث وراءها. فذهبت امتحانات الترم الأول. وعند امتحان الترم الثاني كانت وقتها حاملا، ولكنها أصرت لا تريد أن تذهب، وقالت لي إني حامل ومتعبة، فقلت لها تمام لا تذهبي لامتحان الترم الثاني، ولكن الآن وبعد سنة من زواجنا قالت لي أنا لن أكمل دراستي، قلت لها لم؟ وتعاركت معها، ولكني شككت، فذهبت للجامعة، واكتشفت أنها كذبت علي من فترة الخطوبة، وعندما واجهتها قالت لي لم أقل لك خوفا من أنك تفسخ الخطوبة، وتتركني. قلت لها: وبعد الزواج لماذا لم تصارحيني؟ قالت لي خفت منك. قلت لها: وكيف تذهبين لبلد آخر كأنك ذاهبة للجامعة للامتحان، وأنت لست في الجامعة أساسا وتم فصلك؟ وأين كنت تذهبين من الصباح حتى وقت المغرب؟ قالت لي عند صديقتها، وذكرت اثنتين أعرف واحدة منهما، ولكن معرفة سطحية، فاتصلت عليها فقالت لي إنها كانت تذهب عندها، ولكن ليس كل الأيام. فأنا الآن لا أستطيع تصديق أو تكذيب صديقتها. ولكني أرسلتها منذ يومين لبيت أهلها حتى أفكر ماذا أفعل، ولكن نسبة تفكيري أنها تخونني لم أفكر فيها، ولم تطرأ ببالي، ولكن مع الأيام بدأت أفكر في هذا الموضوع، والذى جعل الموضوع هذا يطرأ في بالي أنها كذبت علي، وثقتى فيها تبدأ تتضاءل يوما عن يوم (مع العلم أنها كذبت في أشياء صغيرة قبل ذلك). فلا أعرف ماذا أفعل. هي تصلي، ولكن ممكن تفوت منها صلاة في اليوم. أنا أشعر أني مخنوق ومتعب، ولا أعرف ماذا أفعل. أصلي صلاة استخارة يوميا في موضوع الطلاق، أو تركها عند بيت أهلها مدة تتجاوز ستة أشهر حتى تتعلم الأدب، ولكن لم أستقر على قرار. مع العلم أني على التزام ودين ومدرك لتعاليم الإسلام، ولكني أخطأت في اختيار فتاة عادية غير ملتزمة، ولكنها وقتها قالت لي أرغب أن ألتزم، ولكن حتى الآن التزامها ضعيف، ولكن أفضل مما كانت عليه قبل الزواج. فبماذا تنصحوني أن أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن أوضحنا كيفية اختيار الزوجة، وأن أساس ذلك الدين والخلق، فراجع الفتوى: 8757. وربما أنك من هذا الباب قد أتيت؛ فإنك قد وصفت هذه الفتاة بأنها غير ملتزمة، وأنها قد تفوتها صلاة في اليوم، فهذا إثم عظيم إن لم يكن ذلك من عذر من نوم أو نسيان مثلا. هذا أولا.
ثانيا: إن كانت قد خدعتك وتظاهرت بأنها تذهب للدراسة، والواقع خلاف ذلك، فقد أخطأت خطأ بينا، ووقعت في الكذب، والذي هو ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، وخوفها من فسخ الخطوبة لا يسوغ لها الوقوع فيه.
ثالثا: لا شك في أن الأصل سلامتها مما وصفته بخيانتها لك، والواجب إحسان الظن بها حتى يتبين أن الأمر خلاف ذلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..... الآية. {الحجرات:12}. ولا تترك الشكوك تدب إلى نفسك بل اجتهد في مدافعتها، فهذا من تسويل الشيطان، ووسيلة من وسائله للتفريق بين الأحبة وهدم البيوت، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال - فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.
رابعا: نوصيك بأن تمسك عليك زوجك، وأن تحسن صحبتها، وأن تجتهد في تناسي ما قد حدث، واستمر في سبيل تربيتها على الخير والإيمان وطاعة الرحمن، فقد ذكرت أنها الآن أفضل مما قد مضى، فاشحذ همتها إلى الاستقامة لتنال الأجر العظيم من الرب الكريم، روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر لعلي رضي الله عنه: لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
خامسا: بخصوص أمر التعليم إن أمكن أن تكمل تعليمها من سبيل تأمن فيه المحاذير الشرعية وتكرار ما قد سبق فبها ونعمت، وإلا فاعمل على توجيهها إلى حفظ القرآن، وتعلم العلم الشرعي لتؤهل نفسها من هذا الجانب، ولا شك في أنه جانب أهم وأفضل.
والله أعلم.