عنوان الفتوى : حلول المشاكل الزوجية المتعلقة بالسكن والأقرباء
أنا امرأة متزوجة منذ سنة ونصف، وأم لطفل. أسكن أنا وزوجي في بيت من طابقين، ولكنه ليس بالكبير، فكل غرفة فيه مستغلة. والبيت الذي نسكن فيه على أرض ورثتها أم زوجي من أهلها. وأم زوجي امرأة كبيرة في العمر، حوالي ٧٣ سنة. ونسكن نحن في بلد، وأهله في بلد. يبعدون عنا تقريبا ربع ساعة. ولزوجي أخ أصغر منه خاطب منذ سنتين، وليس له مسكن ليعيش فيه، ومع العلم أن أهل خطيبته اشترطوا في عقد القران أن تسكن في بيت مِلك، إلا أن هذا الأمر صعب. ولأن الأرض التي يملكها أهل زوجي في بلدهم زراعية وليست للبناء. فبعد ثلاثة أشهر أو أقل، قرر زوجي بسبب تعلقه الشديد بأمه، ولكي يقوم بحل مشكلة أخيه، أن يأتي بأبيه وأمه ليسكنا معنا في نفس البيت، ويأخذا قسما من بيتنا ألا وهو المطبخ الكبير والملجأ، وساحة البيت أي أن يسكنا في ٢٠ مترا من البيت، مع العلم أن أهله يسكنون في بيت ١٥٠ مترا، ويسكن أخو زوجي الكبير فوق أهله. وهناك مساعدة تعين أمه في الطبخ والغسيل وكل أعمال البيت. فقمت بالاعتراض، ولم يكن لي سوى أن قلت لهم بأنني عروس جديدة، ومن الصعب علي أن أتقبل قسمة بيتي الذي لم أهنأ به حتى الآن. إلا أن أهل زوجي استنفروا، وبدؤوا بالصراخ علي، وأن أحدا قد قام بتحريضي عليهم. وزوجي زاد عناده وإصراره، فتدخل أهلي ٣ مرات بالموضوع، إلا أن زوجي زاد حدة وشراسة معي ومع أهلي؛ فقام باستدعاء الشرطة لإخوتي لتهديدهم له إذا حرك حجرا في البيت. فتم حبس أخي ٤ أيام. ولكي ينتقم إخوتي من زوجي، قاموا باتهامه بضربي. فحبس زوجي يومين، وخرج بعدها على شروط. وسبب خروجه أنني نفيت ما قاله إخوتي. وكان لزوجي سلاح مرخص، فأخذته الشرطة منه. وفي هذه الفترة ذهبت إلى بيت أهلي مدة شهر كامل، حتى يسقط الشرط الذي وضعته الشرطة لزوجي بابتعاده عني شهرا كاملا. ولكره زوجي من أهلي قام باسترجاعي له؛ لأنني كنت حاملا في شهري الرابع. واستردني من بيت خالي، وليس من بيت أهلي. وبعد فترة من عودتنا لبيتنا قام أحد إخوتي بالتعرض له بالطريق وسبه وسب أمه؛ فزاد زوجي حِدة اتجاهي. فتدخلت لجنة إصلاح محليه لتصلح ذات البين، ووافق زوجي على مصالحة أبي وأمي فقط، فتم ذلك. إلا أن الأمر كان خدعة وتمثيلا من زوجي، فبعد هذا الصلح جاء أبي لبيتي صباحا حاملا معه أكياسا من الفواكه. وعندما رآه زوجي من نافذة الغرفة رفض أن يفتح له، ومنعني أيضا أن أفتح لوالدي. فتبين أن الصلح لم يكن إلا تمثيلا. وبعد أن قمت بالسلامة، وأنجبت طفلي، بعد أسبوع جاء شهر رمضان المبارك. أراد إخوتي زيارتي؛ لتهنئتي بالمولود الجديد، ولصلة الرحم في رمضان والعيد. إلا أن زوجي رفض ذلك، ولم يقبل أن يأتي إخوتي وأهلي إلى بيتي. فتعرض له أخي الثاني أيضا لمشاجرته بذلك (علما أنني وحيدة بين ٤ شباب). فقرر زوجي منعي من زيارة إخوتي أيضا، وأن أراهم فقط في بيت والدي. حتى الآن من وقت عودتي لزوجي وأنا أتلقى الضرب والبصق والإهانات، والمسبات بشتى أنواعها من زوجي. لأن سلاحه لم يعد له، ولأنه بنظره حرم من أمه، مع العلم أنه يتركني منهكة من التعب من عمل البيت والطفل، ويذهب إليها لساعات يوميا تقريبا. ويعيرني بأن هذه الأرض لأمه، ولها الحق في أن تسكن فيها. وأنني أنا السبب في كل شيء، وأنه يضربني بيد إخوتي وليس بيده؛ لأنهم اتهموه زورا. ولأنه اتهم بقضية كاذبة. وحتى هذا الوقت أنا في صراع معه. كل كلمة أنطقها لا يتحملها. دائما يجلس في البيت عابسا، وفي بيت أمه يضحك وكأن الدنيا لا تسعه. بعد كل هذه المشاكل تزوج أخوه الخاطب بالإيجار، وحلت مشكلته ولم يعد يزور أهله إلا ٥ دقائق بالشهر؛ لأنه متعلق بزوجته وأهل زوجته كثيرا؛ فنسي أهله، ونسي كل شيء حصل ليتزوج، مع العلم أنه أراد أن يقترض ماليا، فأتى إلي وطلب مني وأعطيته؛ لكي يستطيع إكمال تجهيزات العرس. أنا الآن وحيدة، وحائرة، ومتألمة ويائسة جدا؛ لأن زوجي مزروع في قلبه الحقد لأهلي ولإخوتي، ولي. ولأن طباعه صعبة جدا، فهو مستعد أن يخاصمني لأسابيع أنا وطفلي، ولا يتكلم معنا حرفا. وكل هذه النصائح يأخذها أخي من أخيه الكبير الذي يسكن فوق أهله. ليرتاح من وجود أمه وأبيه تحته. مع العلم أيضا أنهم لا يكترثون لأبيهم، فهو مهمش عندهم جميعا، لأسباب معينة. فبر الوالدين الذي يبكون عليه هو فقط لأمهم. طلبت الطلاق كثيرا، وحاولت إيذاء نفسي كثيرا، وتدخل أناس ومشايخ كثر للإصلاح، إلا أن زوجي عنيد وصعب! أفتوني وأعطوني استشارتكم لهذا الموضوع: بماذا أخطأت؟ وهل يجوز لزوجي فعل هذا كله معي، وأن يجبرني على العيش مع أهله، وأن يقسم البيت الجديد لكي يتزوج أخوه!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجوابنا على أسئلتك، سيكون في النقاط التالية:
- من حقّ زوجك أن يتصرف في بيته ويقسمه، ويسكن فيه من شاء، ولا حقّ لك في منعه من ذلك.
- من حقك على زوجك أن يسكنك في مسكن مستقل مناسب، ولا يجبرك على مساكنة أحد من أهله.
- المقصود بالمسكن المستقل أن يكون لك جزء من الدار منفصل بمرافقه، فإذا جعل لك زوجك جزءا من البيت مستقلاً مناسباً لك، وأسكن في باقي البيت بعض أهله، فلا حقّ لك في طلب مسكن آخر.
جاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار: ولو كان في الدار بيوت وأبت أن تسكن مع ضرتها، ومع أحد من أهله. إن خلى لها بيتا وجعل له مرافق وغلقا على حدة، ليس لها أن تطلب بيتا آخر. اهـ.
- من حق الزوج إذا خشي على زوجته من إفساد أهلها لها، أن يمنعها من زيارتهم، ويمنعهم من زيارتها بالقدر الذي تزول به المفسدة.
قال المرداوي: لا يملك الزوج منع أبويها من زيارتها على الصحيح من المذهب ........ قلت: الصواب في ذلك: إن عرف بقرائن الحال: أنه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر، فله المنع، وإلا فلا. الإنصاف.
- إذا كان زوجك يسيء إليك بالسب والضرب بغير حقّ، فلك التطليق عليه للضرر، وراجعي الفتوى رقم: 33363.
- الأصل في الطلاق أنه مبغوض شرعاً، فينبغي ألا يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات، والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق.
- من جميل المعاشرة بين الزوجين، ومما يجلب المودة والألفة بين الزوجين أن يحسن كل منهما إلى أهل الآخر، ويعينه على بر والديه وصلة أرحامه، ويتغافل عن هفواتهم وزلاتهم.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.