عنوان الفتوى : ذبائح القبور محرمة
السلام عليكم. ما حكم الأكل من الذبائح والوليمة التي تقام عند القبور التي يزعم أنها قبور أولياء ... حيث لدي صديق ذهب إلى المكان الذي تجهز فيه الوليمة والذبائح، ولم يذهب إلى مكان الاحتفال عند القبر وأكل من الذبيحة مع علمه أنها ذبيحة لأجل هذه المناسبة وهذا القبر، فهل عليه شيء؟ أفيدونا عن الحكم العام للأكل من هذه الذبائح وحضور هذه الاحتفالات الشركية وكذلك الحالة الخاصة بصديقي؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كانت هذه الذبيحة ذبحت للقبر، أي لصاحب القبر الذي يُزعم أنه وليّ، فلا شك أن الأكل منها محرم، لأن الذبح كان لغير الله ولو ذكر اسم الله عليها، ومعلوم أن الذبح لغير الله شرك، لقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]. ولا يجوز الأكل من ذبيحة المشرك، ولا مما ذكر غير اسم عليه، لقوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام:121]. بل الذي ينبغي أنها إن ذبحت لله، ولكن من أجل مناسبة غير مشروعة هو تجنب الأكل منها إنكارا للبدعة وبعدا عن المشاركة فيها، وقد نهى الشرع عن ذلك، وتجد تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 32461. والله أعلم.