عنوان الفتوى : لأمة المسلمة مأمورة بإعداد ما تستطيع من قوة
هل يجوز في الإسلام امتلاك قنبلة ذرية بغرض الدفاع عن المسلمين وحمايتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر الإسلام الأمة المسلمة بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها، وذلك للحفاظ على حياة المسلمين من جهة، ولترهيب أعداء الإسلام فلا يفكروا في الاعتداء على المسلمين من جهة أخرى، حتى يتحقق المقصود وهو أن تكون كملة الله تعالى هي العليا، وكلمة أعدائه هي السفلى، ودليل هذا قول الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال:60].
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي. .
قال القرطبي في تفسيره للآية السابقة: أمر الله المؤمنين بإعداد القوة للأعداء، فإن الله سبحانه لو شاء لهزمهم بالكلام والتفل في وجوههم وبحفنة من تراب كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد أن يبتلي بعض الناس ببعض بعلمه السابق وقضائه النافذ. انتهى.
وبناء على ما تقدم من أدلة فإنه لا مانع إن لم يكن من الواجب أن يمتلك المسلمون القنبلة الذرية وغيرها من الأسلحة مما يقوى شوكتهم حتى يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم وحماية أراضيهم ومقدساتهم.
والله أعلم.