عنوان الفتوى : من يلحقه إثم النياحة ومن لا يلحقه
نحن في قرية نساؤها قد لا تدمع أعينهن مطلقا لكنهن يقمن بالنوح على أي أحد يعرفونه، وهي عادة منذ قديم الزمن ولا أعرف تفكيرهن أهو وجع في قلوبهن أو لمجاملة أهل المتوفى؟ أم ليقال إن فلانة حزنت لهم وناحت على عكس الأخرى.... ناهيك عن كلمات تشبه الجاهلية.... ألست صغيرا يا ولدي، وبصوت عال، يا أخي، يا شقيقي، مع السلامة يا ولدي، مع السلامة يا حبيبي.. فهل يأثم الإنسان إن أوصى مشددا بترك النياحة عليه عند موته كي لا يعذب في القبر، وبالفعل سكت أهل بيته ولكن حدث المعتاد وناحت نساء القرية؟ وكيف نجمع بين التعذيب بنياحة الغير وبين الآية الدالة على أنه لا تزر وازرة وزر أخرى وغيرها من النصوص؟ أمر بالقبر وكلما تذكرت ما قرأت عنه أصابني حزن في عقلي... وقلق، وضيق، لأن الآتي مجهول، ولأن قلبي قل تأثره لمزاولته ذنبا تبت منه وأقلعت عنه، لكنني أجد صعوبة في لين القلب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأمور المذكورة من المحرمات، بل الكبائر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن يفعلها، وانظر الفتوى رقم: 180603.
والعذاب المذكور في الحديث على الميت بسبب النياحة، إنما هو إذا أوصى بذلك أو كان سنة أهله، ولم يوصِ بتركه ـ وبهذا يُجمع بين الآية والحديث ـ كما بينا في الفتويين رقم: 58197، ورقم: 25255.
فطالما أوصى الشخص أن لا يناح عليه، فلا يلحقه الإثم لا بنياحة القريب ولا بنياحة البعيد.
ويجب على الدعاة أن ينبهوا على هذا المنكر ويحاولوا تغييره ووعظ هؤلاء النسوة، وتنبيههن على أن ذلك من الكبائر، وأن فيه ضررا على الميت وراجع في تليين القلب الفتويين رقم: 50301، ورقم: 211831، وتوابعهما.
والله أعلم.