عنوان الفتوى : توجيه حديث تعذيب الميت ببكاء أهله عليه
كيف يمكن الجمع بين قول الله سبحانه وتعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى وقوله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب بما نيح عليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال أهل العلم أنه لا تعارض بين الآية المشار إليها والحديث الصحيح الذي رواه الأئمة.
فالآية محكمة ومعناها واضح، والحديث محكم ومعناه أن ذلك فيمن أوصى أهله بالبكاء عليه، كما كان أهل الجاهلية يفعلون. كما يقول قائلهم:
إذاأنا مت فانعيني بما أنا أهله * وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
قال القرطبي عند تفسير الآية المذكورة: استدلت عائشة رضي الله عنه بهذه الآية في الرد على من قال: إن الميت ليعذب ببكاء أهله. قال: وقال علماؤنا: ولا وجه لإنكارها، فإن الرواة لهذا المعنى كثير، منهم عمر وابنه، والمغيرة، وقيلة بنت مخرمة، فلا وجه لتخطئتهم، ولا معارضة بين الآية والحديث، فالحديث محمله على ما إذا كان النوح من وصية الميت وسنته.
والله أعلم.