عنوان الفتوى : أمثلة للأعمال الاستخبارية في عهد الرسول وخلفائه
هل كان هناك فئة استخبارية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو زمن الخلفاء الأربع بما يوازي المعمول به حالياً في معظم الدول؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين كانوا يهتمون بهذا الجانب العسكري المهم، ويفعلونه بما تدعو الحاجة إليه، وقد ورد في ذلك أمثلة كثيرة، منها ما كان في الحديبية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج عام الحديبية أتى ذا الحليفة وأحرم منها بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة. رواه البخاري. قال الخطابي في (معالم السنن): فيه استحباب تقديم الطلائع وبعث العيون بين يدي الجيوش، والأخذ بالحزم والاحتياط في أمر العدو؛ لئلا ينالوا فرصة فيهجموا على المسلمين في حال غرة وأوان غفلة. اهـ.
وتبعه ابن حجر في (فتح الباري) وزاد: وجواز الخداع في الحرب والتعريض بذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان من خصائصه أنه منهي عن خائنة الأعين. اهـ.
ومن ذلك أيضا حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب؟ قال الزبير: أنا... الحديث، متفق عليه.
ومنه حديث حذيفة قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقُرٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ... الحديث. رواه مسلم.
ومنه حديث أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان. رواه مسلم وأبو داود، وبوب عليه: "باب في بعث العيون".
ومنه أيضا حديث عمرو بن أمية الضمري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وحده عينا إلى قريش. رواه أحمد.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 8789.
والله أعلم.