عنوان الفتوى : موقف الشخص من دعاة التحرر في تويتر وحكم الدعاء عليهم
أرغب بأن أتحدث إليكم عن دعاة الفتن الذين كثروا في هذا الزمان، ومنها مواقع التواصل مثل: تويتر، يدعون الناس للتحرر، ويسبون المشايخ، ويستهزئون بهم، وبعضهم تصل به الأمر إلى سب الذات الإلهية، وتضيق نفسي حين أرى أقوالهم، ولا يستمعون للنصيحة، ويضلون الناس، فماذا نفعل معهم؟ وما حكمهم؟ وأرغب بأدلة من القرآن والسنة لكي أرد بها عليهم، وهل يجوز أن أدعو عليهم إذا زادوا في أقاويلهم وتمادوا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على دعوتك إياهم، ونوصيك بالاستمرار ما لم يبلغ الأمر إلى الجدل المحض، وهذه الدعوة إلى التحرر- إن كان المقصود التحرر من الكتاب والسنة، وما دلا عليه - فهي تتنافى مع حقيقة دين الإسلام المبني على عبودية الله، وراجعي الفتويين: 211501، 179315، وفيهما بعض الأدلة المطلوبة، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 132576.
وينبغي عليك تنبهيهم إلى أنه لا يوجد في الإسلام اتباع مطلق لغير الله ورسوله؛ فالمشايخ والعلماء إنما يُطاعون إذا أمروا بالكتاب والسنة لا مطلقًا، والحرية في الإسلام موزونة مضبوطة بضوابط قويمة، وراجعي الفتوى رقم: 138233، ونوصيك بمطالعة كتاب: الحرية في الإسلام للعلامة محمد بن الخضر الحسين - رحمه الله -.
وهذه الحرية هي التي تتواءم مع العبودية لله التي هي أساس الرضا، والاستقامة، وراجعي الفتوى رقم: 125206، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 60286، وتوابعها ، 4402، 15399.
ومن بلغ به الأمر سب الذات الإلهية فهذا لا شك في كفره، وقد بينا جواز الدعاء على الكافر بالفتوى رقم: 19230، وراجعي كذلك الفتوى رقم: 175877.
وأما من لم يصل للكفر منهم فالدعاء عليه قد يزيده فجوراً، والمشروع الدعاء له؛ كما بينا بالفتوى رقم: 7618.
والله أعلم.