عنوان الفتوى : رمي ما كتب عليه: "أمة اقرأ، تقرأ" في القمامة
ذات مرة، أرسلت لزميلاتي أنبههنّ على ألا يرمين أكياس إحدى المكتبات في القمامة، وقد كتب على هذه الأكياس جملة: "أمة اقرأ، تقرأ" وقلت لهنّ: إن كلمة اقرأ المذكورة في هذه الجملة، يقصد بها كلمة: اقرأ المذكورة في القرآن، ووضعت لهنّ رابط فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء، لكن إحدى الزميلات عارضتني، وقالت: إنها سألت شيخًا، وقال لها: هذه ليست آية بل وصفًا، وقلت للزميلة: "شكرًا" أمام جميع الزميلات، وأظن أن هذه الزميلة لم تفهمني، ولم تفهم الفتوى الصادرة من اللجنة، فأنا لم أقل لهنّ أساسًا: إن هذه الجملة قرآن، بل قلت: إن كلمة: اقرأ مذكورة في القرآن، وهي المقصودة في الجملة، وندمت؛ لأنني قلت للزميلة: شكرًا، إذ إنني أخشى أن تظنّ بقية الزميلات أني قد تراجعتُ عن كلامي، واقتنعت بكلامها، وأخشى أن يكون كلام زميلتي خاطئًا؛ وبذلك أكون قد وافقتها على خطئها بقولي: شكرًا، وأخشى أن أكون بهذه الكلمة قد دعوت إلى رمي هذه الأكياس في القمامة، فهل أخطأت بقول: شكرًا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي إلقاء مثل تلك الأكياس في القمامة بحال، فإن كان المقصود بأمّة اقرأ، أول كلمة نزلت في القرآن، فيحرم بلا شك امتهان هذه الأكياس، وإلا فلا ينبغي امتهانها -كما ذكرنا-؛ لأن ما كتب باللغة العربية محترم، فلا ينبغي امتهانه، وتنظر الفتوى: 295660.
وإذا علمت هذا؛ فقد فعلت ما يلزمك من النصح، والتذكير، ولا إثم عليك بعد هذا.
وشكرك لها، لا يلزم منه الإقرار، ولا التسليم بما قالته، فلا تبعة عليك ألبتة -والحال ما ذكر-.
والله أعلم.