عنوان الفتوى : مدى طاعة وبر الأب العاصي
هل يجب على الأولاد والزوجة العيش مع الأب في منزل واحد إذا كان فاسقاً ويرتكب الفواحش ويشرب الخمر؟ وهل تجب عليهم طاعته وتلبية أوامره؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الرجل المذكور بهذه الصورة التي ذكرت في السؤال، فالواجب على أبنائه معاملته باللين واللطف، وألا يقصروا في البر به والإحسان إليه ما دام ذلك في حدود الشرع.
ثم ليعلم أبناؤه أن عليهم أن يجتهدوا في النصح لأبيهم، والأخذ بيده إلى جادة الحق، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) [التحريم:6]. وليستعينوا على ذلك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء له بإصلاح الحال، والاستقامة على الدين، ثم بالموعظة الحسنة، ولا بأس بالاستعانة بمن يرونه من أهل الصلاح والاستقامة، فإذا تاب ورجع، وهذا ما نسأل الله حصوله، فذلك المطلوب، وإلا فإن بره والإحسان إليه فيما ليس محرماً ولا عونا على المحرم أمران مطلوبان شرعاً، فإن طلب ما هو محرم، أو ما يستعين به على المحرم لم تجز تلبية طلبه.. إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. هذا كله بالنسبة لأبنائه.
أما زوجته، فعليها أن تطلب منه الكف عن تلك المعاصي، وإلا جاز لها طلب الطلاق منه.
والله أعلم.