عنوان الفتوى : حكم هجر الزوجة لأهل زوجها اتقاء شرهم وأذاهم
جاء أهل زوجي وسكنوا عندنا في المنزل، بسبب ظروفهم، وأثناء وجودهم عندنا حدث الكثير من المشاكل، فحماتي دائما تحاول أن تفرق بيني وبين زوجي، وتحلف يمينا بذلك، وأنها ستزوجه بأخرى. زوجي دائم التشاجر معهم، وهي تعتقد أنني السبب في ذلك، كل أسبوع تحدث مشكلة كبيرة، وتقوم حماتي بسبي أنا وأهلي، وتغضب على زوجي. استمر الوضع عشرة أشهر، وانتهى بأن أخت زوجي سحبت السكين في وجهي، وعندها قام زوجي بطردهم من المنزل واستأجر لهم منزلا آخر، والآن بعد مرور شهر تصالح معهم، لكني لا أكلمهم، ولا أزورهم، وحماتي إلى الآن تتهمني في شرفي أمام زوجي، وتختلق القصص حتى يكرهني. سؤالي: هل يحق لي متابعة هجران أهل زوجي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسكنى أهل الزوج مع الزوجة في بيت واحد، كثيرا ما يكون سببا في حدوث المشاكل بين الزوجة وأهل زوجها، ويترتب على ذلك كثير من المفاسد التي تنافي مقصد الشرع العظيم في أن تكون حياة المسلمين عامة، والأصهار منهم خاصة، على أحسن حال من الألفة والوئام .
ولعل هذا يتضح به شيء من حكمة ما ذكره الفقهاء من أن للزوجة الحق في أن تكون في مسكن مستقل ينتفي عنها فيه الحرج، ولا تتضرر بوجود أحد من أقارب الزوج معها، ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 34802 ، والفتوى رقم: 66191.
والأصل أنه لا يجوز التهاجر بين المسلمين إلا لغرض مشروع، فإن كان هجرك لأهل زوجك اتقاء منك لشرهم وأذاهم، فلا حرج عليك في ذلك.
قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. اهـ.
وإن كانت أم زوجك على ما ذكرت من أنها تتهمك في شرفك، وتختلق القصص حتى يكرهك زوجك، فإنها مسيئة من جهتين: الأولى: الاتهام بالباطل. والثانية: السعي في الإفساد بين ابنها وزوجته، وهذا أمر محرم . والأصل في المسلم السلامة، ولا يجوز أن يتهم بأمر معيب من غير بينة؛ قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}. فينبغي أن تنصح هذه المرأة بالحسنى، وتذكر بالله تعالى وأليم عقابه. ونرجو الاطلاع على الفتويين: 32391 - 65190.
وإذا صح ما ذكرت عن أخت زوجك من أنها أشهرت السكين في وجهك، فإنها مسيئة أيضا، فقد ورد النهي عن مثل هذا الفعل في السنة الصحيحة كما أوضحنا بالفتوى رقم: 27141.
وفي الختام فإننا ننصح بالصبر، وبالسعي في إصلاح ذات البين، فذلك من أجل الأعمال وأفضل القربات؛ وراجعي المزيد في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 50300 36349 50453
والله أعلم.