عنوان الفتوى : ثواب من تعاطى إصلاح ذات البين ورفع فسادها
أنا متزوج وعندي مشكلة، وهي أن زوجتي متحاربة مع زوجة أخي الكبير، والاختلاف سخيف جدا، وهو أن هذه لم تسلم على تلك وهذه لم تسلم على هذه، وأنا الآن في حيرة من أمري من طرفين؛ أن زوجتي تود أن تتقرب منها ولكن لا يوجد أي مبادرات من زوجة أخي. وأمي وأبي وأهلي جميعهم أخذوا موقفا مني وهو أنني واقف مع زوجتي ولا أأبه لأخي، ولكن في واقع الحقيقة هو أنني أحبه كثيرا .. ماذا أفعل؟ فهذا يؤثر على حياتي العملية والشخصية، والآن أمي لا تكلمني لأنني لا أريد أن أتكلم في هذا الموضوع التافه.. أرجو الرد بأسرع وقت لأعرف ما الحل؟ وشكرا لسعة صدركم لي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إصلاح ذات البين من أفضل الأعمال الصالحة كما جاء في الحديث: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر ولكن تحلق الدين. رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.
جاء في تحفة الأحوذي في شرح الحديث المتقدم: الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك الدين، كما يستأصل الموسى الشعر، وقيل هي قطيعة الرحم والتظالم. قال الطيبي: فيه حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها؛ لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين، وفساد ذات البين ثلمة في الدين، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه. انتهى.
فعلى هذا فنقول للأخ السائل عن القطيعة والخصومة الحادثة بين زوجته وزوجة أخيه إنه موضوع تافه لا يستحق منه اهتماما كلام غير صحيح، بل ينبغي له السعي للإصلاح ومعرفة أسباب القطيعة وحلها ولا يجوز ترك الأمر هكذا، لا سيما وقد أمرته أمه بالتدخل في هذا الموضوع، فطاعتها واجبة في المعروف، ولا ريب أن ما تدعوه إليه من المعروف بل من أفضل المعروف، فعلى الأخ المسارعة في الاستجابة لطلب أمه وإصلاح الخلاف والشقاق بين زوجته وزوجة أخيه.
والله أعلم.