عنوان الفتوى : أذية المسلم بغير حق شرعي حرام
جارتي تؤذيننا كثيرا وهي مسيطرة على زوجها لا يستمع إلا لها وزوجي أيضا معها تتهمنا بالحرام وأشياء شنيعة جدا مسيطرة حتى على الأصدقاء والحي كله ماذا أفعل لكي أبتعد عن المشاكل التي أصبحت يوميا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد حرم الله عز وجل أذية المسلم بغير حق شرعي، كما حرم النيل من عرضه واتهامه بما لا يليق، ورتب الإثم الكبير والعقاب العظيم على من فعل ذلك، فقال جل وعلا: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58]. وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور:23]. ويكون الأمر أشد إذا كان ذلك في حق الجيران والأقربين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه رواه مسلم. فعليك أن تنصحي هذه المرأة -إن استطعت- أن تكف لسانها وأذيتها عن جيرانها، وعن إخوانها المسلمين عامة. وإذا لم تستطيعي ووجدت من تثقين به من الإخوان والأصدقاء وأهل العلم من ينصحها ويبين لها خطورة الوقوع في أعراض الناس فبها ونعمت. وينبغي أن تقابلي إساءتها بالإحسان والصبر، قال الله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34]. فإذا تكرر ذلك منك ولم تعبأي بما تقول وتقابلي ذلك بالصفح والإحسان، فستنقلب عداوتها صداقة إن شاء الله تعالى. وهذه المرحلة من الصبر وعلو الأخلاق ينبغي للمسلم أن يتحملها، ويجاهد نفسه عليها حتى يكون ممن قال الله تعالى فيهم: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35]. كما أن عليك أن تنصحي زوجك ومن يركن إليها، ويستمع لما تؤذي به جيرانها أن يتقي الله تعالى، ولا يكون عوناً للظلمة وشريكاً في الإثم. قال الله تعالى: فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]. وقال تعالى: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود:113]. والله أعلم.