عنوان الفتوى : تحريم استرقاق الحر
ذكرتم في الفتوى رقم (176033) ما يلي:" فالطرق الشرعية لتملك الجواري لم تعد موجودة، وبالتالي ما تذكره من وجود الجواري في البلاد المذكورة لا واقع له"ولكن هل يعني هذا أنه ليس هناك جارية واحدة في العالم شرعية ولو عبيدا بالتوراث ؟ وإن وجد عبيد بالتوارث ماذا يلزم معرفته عنهم حتى يأخذوا حكم الجواري ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بوجود رقيق في العالم الآن، وليس عندنا إحاطة بهذا الأمر، ولكن الأصل في الإنسان الحرية؛ كما قال صاحب الشرح الكبير: فإن الأصل في الآدميين الحرية، فإن الله تعالى خلق آدم وذريته أحراراً، وإنما الرق لعارض، فإذا لم يعلم العارض، فله حكم الأصل.
وقال صاحب فتح القدير: والحرية حق الله تعالى، فلا يقدر أحد على إبطاله إلا بحكم الشرع، فلا يجوز إبطال هذا الحق، ومن ذلك لا يجوز استرقاق الحر، ولو رضي بذلك. اهـ.
ومن المعلوم بالضرورة أن الحر لا يملك ولا يباع؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة. وذكر منهم صلى الله عليه وسلم: ورجل باع حرا. رواه البخاري.
وننصحك بصرف همتك وجهدك فيما ينفع نفسك وأمتك، وأما البحث في مثل هذه الأمور في هذا العصر فلا معنى له إلا الانشغال عن واجبات الوقت وفرائضه بما لا يجدي .
والله أعلم.