أرشيف المقالات

تدبر - [353] سورة غافر (2) - تدبر - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ولقد وجد دوما بين الناس رجال من عمومهم صدعوا بالحق وشهدوا بالصدق ونصحوا للخلق
وجد هؤلاء في كل زمان ومكان
هم ليسوا بأنبياء ولا مرسلين بل هم بشر عاديون غير معصومين، جمع بينهم قول الحق والصدع بالأمر وعدم كتمان الإيمان الذي خالطت بشاشته قلوبهم وامتزج ضياؤه بقناعة عقولهم، لم يشترطوا على ربهم أن تنجح دعوتهم، ولا أن تثمر مسيرتهم ولكنهم ما تلكأوا وما ضعفوا وما استكانوا حينما حانت اللحظة
ومنهم مؤمن آل فرعون
حين جاءت لحظته أيضا لم يتأخر ولم يتلكأ أو يتعذر
تلك اللحظة التي برزت فيها قيمة الصدع والحرص على الأخذ بيد الخلق إلى الحق كانت قد آنت وحان موعدها ومن ثم تكلم الرجل
وفاض ما في قلبه إلى لسانه وجوارحه التي ظهر عليها مدى خوفه على قومه ورغبته في هدايتهم خصوصا في نداءاته التي كان يتلوها خوفه عليهم وتتبدى من خلال حروفها تلك القيمة التي نتحدث عنها:
" {يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ} "
" {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} "
" { يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} "
" {وَيَا قَوْمِ مَا لِى أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} "..
إنها دعوة الفطرة، والحق، والخيرالعظيم، والنصيحة، والحرص الأمين علي استنقاذ الخلق من العذاب المهين
دعوة نصوح نافعة بهيجة، يجللها الحرص على الإفادة وتفوح منها الرغبة في الخير للمدعو
ألا هكذا فلتكن الدعوة وعلى ذلك فليكن الداعية.
ويالها من قلوب قاسية تلك التي لا تستجيب لمثل هذا الحرص، ولا تتجاوب مع كل هذا اللين والحكمة والموعظة الحسنة

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣