عنوان الفتوى : لماذا عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن مشركي مكة ولم يقتلهم؟
من المعلوم أن أهل الكتاب من الكفار يخيرون بين دفع الجزية عن يد وهم صاغرون، وبين القتال وما يتبعه من قتل، واسترقاق وغنيمة. وأن سوى أهل الكتاب يجبرون على الإسلام، فإن أبوا فيقاتلون، ولا يقرون على كفرهم، كالمرتدين. و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا خلاف أهل العلم في من تقبل منهم الجزية من الكفار، فراجع الفتوى رقم: 209560.
وأما السؤال عن عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة، فإن كان المراد ما يتعلق من هذا بالجزية، فلا مدخل له هنا، لأنهم أسلموا بعد الفتح.
قال الطبري في تاريخه: لم يكن بأعلى مكة من قِبل الزبير قتال، ومن ثَمَّ قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وقام الناس إليه يبايعونه، فأسلم أهل مكة، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم عندهم نصف شهر. اهـ.
وإن كان السؤال عن العفو من حيث القصاص ومجازاتهم بسوء صنيعهم معه قبل الهجرة، فهذا من شيم النبي صلى الله عليه وسلم: أنه يعفو ويصفح، ويقابل الإساءة بالإحسان؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 192019.
والله أعلم.