(8) اتصل الثناء على أولئك المضحين - تكبير - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ولقد اتصل الثناء على أولئك المضحين المعظمين المكبرين لرب العالمين في كتاب الله وسنة سيد المرسلين، فهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وهم الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وهم أولئك الذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد، خلد الله ذكرهم وأثنى كثيرًا على أمجادهم وبطولاتهم.وهل ينسى أحد مؤمن آل فرعون وتضحيته؟!
وهل يغفل أحد عن مؤمن سورة ياسين وشهادته ؟!
وأكرم بالغامدية في السنة النبوية حين أثنى عليها خير البرية قائلاً: «لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ولو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله؟» (صحيح الجامع:5128)، تأمل مرة أخرى قول حبيبك: «جادت بنفسها»، جادت: أي ضحت! وما ضحت إلا لأنها عظمت وكبرت ربها، فعظمت في قلبها حرماته: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [ الحج :30]، وهل استعر الندم في قلبها طوال أشهر الحمل والرضاع دون أن يخفت أو يخبو إلا لهذا التعظيم؟!
ولا يطيب ذكر الشهداء والمضحين المعظمين المكبرين دون الثناء على شهداء الإخدود، وعلى رأسهم الغلام الذي دل الملك الكافر على طريقة قتله ليؤمن الناس بمن يعظم ويكبر، كل هؤلاء ضحوا وجادوا بأنفسهم، فاستحقوا أن يعظم الله ذكرهم لما عظموه وكبروه بفعالهم جنبًا إلى جنب مع أقوالهم.