عنوان الفتوى : برد الحقوق إلى أصحابها تبرأ ذمة آخذها بغير حق وتلزمه التوبة
أمي تحب المال بشكل كبير، وأخاف عليها من كثرة حبها له، وأتذكر عندما كنت طفلة كانت تأخذ المال دون علم أبي وتحلف أنها لم تأخذه، وكانت تأخذ أشياء تعجبها من أي مكان مثل طفاية، ملعقة، وأشياء كهذه، هي مرت بظروف مادية قاسية في بداية زواجها، هي الآن أتعبها المرض، لكنها غير معترفة بما كانت تفعل، مع العلم أنه لم يلاحظ عليها هذه الأشياء والحمد لله على ستره، لكني أخشى عليها من عذاب الله. ماذا أفعل هل أتصدق بمبلغ أو أوصل مياه إلى بيت فقير ليكون عوضا للناس التي كانت تأخذ منهم. أفيدوني أفادكم الله. أخشى أن يسبقني الموت.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ثبت أن أمك قد أخذته في صغرها قبل البلوغ فلا إثم عليها فيه، لكن عليها ضمانه لمن أخذته منه. وأما ما أخذته بعد البلوغ فهي آثمة بأخذه وعليها ضمانه كذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على اليد ما أخذت حتى تؤديه" أخرجه الترمذي .
وعليه، فيلزم رد تلك الحقوق الثابتة إلى أصحابها إن أمكن إيصالها إليهم ولو بطرق غير مباشرة؛ إذ لا يلزم إخبارهم بأنها هي من أخذت ذلك الحق خلسة، ومن مات منهم يعطى حقه لورثته، ومن لم يمكن إيصال حقه إليه فيتصدق به عنه للفقراء والمساكين، فإذا فعلت ذلك عن أمك فإن ذمتها تبرأ من تلك الحقوق، لكن عليها هي أن تتوب مما أخذته بعد بلوغها بأن تندم عليه وتستغفر منه. فبيني لها ذلك، ولتحمد الله على ستره وعافيته، ولتحاسب نفسها قبل أن تحاسب. وانظري الفتوى رقم، 3051 ، 8610.
والله أعلم.