عنوان الفتوى : الطلاق أم الهجران للمرأة سيئة الخلق؟
متزوج من زوجتين الأولى أتعبتني جداً ولم أعد قادرا على تحملها بسبب طول لسانها ورفع صوتها وكثرة طلباتها غير المبررة، حاولت معها مرة ومرتين وألف مرة دون فائدة، نتحدث اليوم وبالغد كأننا لم نقل شيئا ولم نتفق على شيء، ففضلت هجرها حفاظاً على الأطفال، وأيضاً لظروف أهلها الصعبة وذلك كحل بديل عن الطلاق، علماً بأنهم يسكنون معي في نفس المنزل بمدخلين ونسمع أصوات بعضنا، طبعاً هجري لها يعني إقامتي بشكل دائم لدى زوجتي الثانية، فهل يلحقني شيء جراء هجري لها، لأنني متيقن بأني لو لم أهجرها حتماً سأطلقها فهي مهملة لببيتها، وكثيرة الخروج عند والدتها المريضة، وصوتها عال لأتفه الأسباب، وإن منعتها من شيء وضعت حرتها في الأبناء. أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من أن زوجتك تستطيل عليك بلسانها وترفع صوتها عليك فهي امرأة ناشز، إلا أن هذا القدر من النشوز لا يكفي بمجرده مسوغا لإسقاط حق هذه الزوجة في المبيت كما أوضح ذلك الفقهاء، وكلامهم في هذا مبين بالفتوى رقم :146061.
وقد بين الله تعالى في كتابه كيفية علاج المرأة الناشز، وقد أوضحناه بالفتويين رقم: 1103، ورقم: 36384.
وغاية الهجر عند العلماء شهر، كما بينا بالفتوى رقم: 26794.
فلا يجوز لك هجرها مدة طويلة، كما أن هجر الزوجة يكون في المضجع، وكيفيته مبينة بالفتوى رقم: 103280
وعلى كل حال، لا ينبغي لك أن تترك الأمر معلقا، فإذا لم ترجع هذه المرأة عن نشوزها فطلقها، وطلاق المرأة سيئة الخلق مستحب، أخرج الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون الله، فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجلٍ مال فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهاً ماله، وقد قال عزّ وجل: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ. {النساء:5}.
قال المناوي في فيض القدير تعليقا على هذا الحديث: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق بالضم فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له، لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها. اهـ.
والله أعلم.