عنوان الفتوى : تقسيم الأملاك بين الأولاد حال الحياة
أبي له مجموعة من الأملاك شقق سكنية و شقق معدة للكراء، و شركة للطباعة. أراد أبي تقسيم أملاكه بيننا و هو على قيد الحياة. شرعت في العمل معه منذ سنوات الأمر الذي جعل من الشركة تنمو و تكبر، أراد أن يجعل الشركة من نصيبي و الشقق من نصيب أخواتي علما أنني أتقاضى مرتبا شهريا محترما. كما عرض على أمي أن يجعل لها نصيبا من وصيته إلا أنها أبت لقولها إن كل الأموال راجعة لنا في الأخير. فهل هذا شرعي؟ أفيدونا أفادكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج على والدكم في تقسيم أملاكه بينكم في حياته حال صحته، وهي هبة منه لكم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم 52050 إلا أنه يلزمه أن يعدل بين أولاده في قسمته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ. متفق عليه, والعدل يتحقق بأن يعطي الذكر ضعف ما يعطي الأنثى كالميراث، أو بأن يسوي بين الذكر والأنثى، قولان لأهل العلم ذكرناهما والراجح منهما في الفتوى رقم 126473, فإذا كان تخصيصك بهبة الشركة لك دون إخوتك وأخواتك لا يختل به العدل فهذا جائز , وإذا كان يختل به العدل لم يجز , وكونك ساهمت في نموها لا يبرر تفضيلك بها لا سيما وقد ذكرت أنك تتقاضى راتبا على عملك .
وننبه إلى أنه إذا لم يقسم أملاكه بينكم حتى مات أو قسمها في مرض مخوف فإن الهبة لم تتم، وتقسم الأملاك بينكم بعد وفاته القسمة الشرعية في الميراث, وإذا أوصى لزوجته بشيء فإن وصيته لا تمضي بعد وفاته إلا برضا الورثة لأنه لا وصية لوارث, وانظر الفتوى رقم 121878عن الوصية لوارث, والفتوى رقم 111358، والفتوى رقم 141467وكلاهما عن شروط صحة الهبة .
والله تعالى أعلم