عنوان الفتوى : الحكمة من الزلازل وما يجب فعله عند حدوثها
أسأل الله عز وجل أن يجعلكم منارا لنا في الدنيا والآخرة، وسؤالي: أريد أن أعرف لماذا صارت في حياتنا زلازل وكوارث؟ أنيرونا، ونريد أن نعرف علامات الساعة وكم ظهر منها؟ وكم باطن منها بأمانة أنقذوني من حيرتي وشكي أحاول التوبة لله منذ سنة ونصف، ساعدوني وساعدوا إخوتي المسلمين، أنتظر ردكم برسالة علي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه حكيم في أمره الشرعي وفي أمره الكوني, ومن حكمة الله سبحانه أنه يسوق الآيات إلى عباده ليذكرهم ويخوفهم بها, ومن هذه الآيات الزلازل، وهي أمر لم يحصل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أول حصوله في التاريخ الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ولقد روي عنه ـ رضي الله عنه ـ أنه أنكر هذا وخاف منه، قال ابن عبد البر: لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره ولا صحت عنه فيها سنة وقد كانت أول ما كانت في الإسلام على عهد عمر فأنكرها وقال أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم. انتهى.
فالواجب على المسلمين عند نزول هذه الآيات أن يسارعوا بالتوبة إلى الله جل وعلا والإكثار من الصدقة وسائر الأعمال الصالحة, جاء في الجواب الكافي لابن القيم: وذكر الامام أحمد عن صفية قالت: زلزلت المدينة على عهد عمر، فقال: يا أيها الناس ما أسرع ما أحدثتم لإن عادت لا تجدوني فيها, وقال كعب: إنما زلزلت الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها, وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار أما بعد: فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد, وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا فمن كان عنده شيء فليتصدق به, فإن الله عز و جل قال: قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ـ وقولوا كما قال آدم: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لتكونن من الخاسرين ـ وقولوا كما قال نوح: وإلا تغفر لى وترحمني أكن من الخاسرين ـ وقولوا كما قال يونس: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. انتهى.
أما علامات الساعة فإنها تنقسم إلى علامات كبرى، وهذه لم يظهر شيء منها بعد, وعلامات صغرى وهذه قد ظهر الكثير منها, وقد سبق الحديث عن العلامات الكبرى في الفتويين رقم: 58017 ورقم: 1178.
وسبق الحديث عن العلامات الصغرى في الفتاوى التالية أرقامها: 36791, 32267 136806.
وأما ما لم يظهر منها فراجعي في شأنه في الفتوى رقم: 45228.
والله أعلم.