عنوان الفتوى : هل تقوم الساعة بعد نهاية بغداد ودمشق؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته برجاء التفضل ورد الي سمعي ان هناك حديثا عن الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه قد ذكر بأن قيام الساعة سيكون بعد نهاية بغداد ودمشق وذكرهما بالاسم هل هذه فعلا من علامات الساعه الصغري ؟ أم أنه حديث مكذوب والعلم عند الله ؟ برجاء الاهتمام بالرد وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم نقف على حديث فيه تصريح بأن من علامات الساعة نهاية بغداد أو دمشق ولعلك تقصد الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشأم مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. وكذا الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وغيرهما عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله ، فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك قال من قبل العجم يمنعون ذاك ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي ، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً ، قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا. وكذا ما أخرج مسلم والحاكم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً فيفتتحون قسطنطينية، فينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته. قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم عند شرحه للحديث الأول 18/20: وفي معنى منعت العراق وغيرها قولان مشهوران: أحدهما: لإسلامهم فتسقط عنهم الجزية وهذا قد وجد. والثاني: وهو الأشهر أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان، فيمنعون حصول ذلك للمسلمين، وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات عن جابر قال: يوشك أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، وذكر في منع الروم ذلك بالشام مثله، وهذا قد وجد في زماننا في العراق، وهو الآن موجود. انتهى . وقال عند شرحه للحديث الثالث : قوله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق. والأعماق ودابق موضعان بالشام بقرب حلب، قوله صلى الله عليه وسلم: فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم. لا يلهمهم التوبة، قوله صلى الله عليه وسلم: فيفتتحون قسطنطينية... وهي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم. انتهى . والله أعلم.