عنوان الفتوى : الوفاء بالوعد مستحب
مشكلتي تتلخص بالآتي: توفي أبي قبل شهرين تقريباً، وله عليّ دين لم أستطع إيفاءه له في حياته، والسبب أنني لا أعمل حالياً .وقد زارني في الحلم أكثر من مرة رأيتني في إحداها أعتذر له وأبكي وتبين لي أنه يعذرني، فقلت عساه خيراً حتى أعمل وأسدد ما عليّ ..وليست هنا مشكلتي هذه بل المشكلة أن أخي الأكبر قد وعدته بهدية وهو مبلغ بسيط كجزاء له على صنيع قدمه لي .. وقد كنت حينها ميسور الحال قبل أن أفقد وظيفتي .لكن المشكلة أن أخي تسبب بمشكلة في العائلة ففرق ما بين الوالدين لمدة سنة، وزين لأبي بيع بيت العائلة ليزوجه من أخرى زاعماً أن والدتنا عاصية له ووصفها بكلام يصعب شرحه.رغم أن والدينا كانا في العقد السادس .. فباع أبي البيت وتزوج رحمه الله، ثم حدثت خلافات طلق على إثرها زوجته الأخرى وهرب من أخي لأنه لم يكن يحسن التصرف مع الوالد رحمه الله . فرد إلينا وعفا عنا ولله الحمد وقد قرت عينه بالعودة وقرت عين العائلة وسكن معنا .وعزمت في نفسي أن لا عطي أخي المال الذي وعدته به لأجل ما فعله بنا من شتات . ولسبب آخر وهو أنني أعتقد أنه لم يرجع المبلغ المتبقي من قيمة البيت للوالد زاعماً أنه عالجه وزوجه الخ .بيد أن أخي في تلك الأثناء وبعد بيع البيت تبين لنا أنه تخلص من ديون عليه واشترى له سيارة أنيقة، ولأننا تعودنا منه الكذب والاحتيال ..فسؤالي جزاكم الله خيراً: هل أعطي أخي ما وعدته من مال أم أصرفه في الخير لأبي ؟ وإن كان عليّ أن أعطيه فمتى أعطيه بارك الله فيكم، علماً أنني حالياً أنتظر وظيفتي التي وعدوني بها قريباً وعلي دين في البنك وللوالدة وبعض الأصدقاء.فبمن أبدأ ؟ أفيدونا، وادعو لنا أن نرزق بالعمل قريباً وأن يمن الله علينا بفضله ويقضي عنا هذا الدين .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما ما في ذمتك من دين لأبيك فيلزمك رده وهو تركة يقسم بين الورثة كل منهم له حسب نصيبه المقدر له شرعا.
وأما ما وعدت به أخاك فينبغي لك الوفاء به، وإن كان لا يجب عليك؛ لأن الوفاء بالوعد مستحب على الراجح غير واجب كما بينا في الفتوى رقم: 17057.
ولا يمنعك الوفاء لأخيك بما وعدته أن تصل أباك بما تستطيع من الصدقة عنه، فذلك من البر به بعد موته.
وأما اتهامك لأخيك بالأخذ من مال أبيه فلا يجوز لك دون بينة ما دام ينكر ذلك، ويزعم أنه صرف مال الأب في نفقاته وعلاجه وزواجه بإذن منه.
فالذي ننصحك به هو الحفاظ على أواصر الأخوة والمودة بينكم.
والله أعلم.