عنوان الفتوى : القتال في الإسلام
أريد أن استفسر بشأن الفتوحات الإسلامية وما يتردد بأن الإسلام انتشر بالسيف كيف تكون دعوة البلاد غير المسلمة إلى الإسلام ؟ هل لنا الحق فى أن نغزوهم لنشر الإسلام؟ هل لنا الحق أن نحاربهم في ديارهم لنشر الإسلام؟ أم أن هناك إستراتيجية أخرى؟ كإرسال الرسائل الى ملوك هذه البلاد كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام أو إرسال شيخ مثلا يدعوهم إلى الدين كبعثات الأزهر الشريف للخارج أريد أن أعرف هل لنا الحق في قتال من يقاتلنا فقط أم لنا الحق في قتال أي بلد غير مسلم وإن لم يقاتلنا بنية نشر الإسلام؟ أريد أن أفهم هذه النقطة وأزيل ما عندي من لبس بالله عليكم أجيبوني حتى أفهم وتزول من عندي تلك الوساوس.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقتال في الإسلام ليس مقصودا بذاته فإذا استطاع المسلمون نشر دينهم بدون قتال فهذا هو المطلوب ولذا امتن الله تعالى على المؤمنين بأن كفاهم القتال وشروره فقال: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ {الفتح:24}
أما إذا منع المسلمون من نشر دين الله الحق ولم يجدوا بدا من القتال ، فالقتال لإزالة هذا العوائق يكون متحتما ثم يترك للناس حرية الاعتقاد فإن شاؤا دخلوا في دين الله وإن أبوا لم يكرهوا على ذلك وبهذا تعلم أن القتال يخدم الدعوة الإسلامية ويستعمل عند الحاجة إليه وكم من دول صارت مسلمة بدون قتال أصلا ، فهذه أكبر دولة إسلامية اليوم من حيث عدد السكان أندونسيا لم يدخلها الإسلام وينتشر فيها بقتال ولا بسيف وهذه عاصمة الإسلام الأولى المدينة المنورة لم يدخلها الإسلام بالسيف وإنما دخلها بالدعاة من أمثال مصعب بن عمير سفير الإسلام الأول ، واعلم أن الإسلام لا يقاتل إلا من يقاتله كما قال تعالى: وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ {البقرة:190}
ومن يقف أمام دعوة الإسلام فيزاح بالأسهل فالأسهل ، فهذا جواب سؤالك باختصار.
والله أعلم.